أغصان الكرمة العدد (1) يوليو 2020
تميزت الكنيسة الإنجيليَّة عبر تاريخها باهتمامها بالصحافة والإعلام والكتابة، ففي عام ١٨٧١م ظهرت بواكير أول عمل صَحفيّ مِصريّ إنجيليّ اسمه “النَّشرة الإنجيليّة المِصريّة”، الذي تحول فيما بعد إلى مَجَلّة “المُرشِد”، ثم حملت اسمًا جديدًا –بقي معها حتى الآن- هو “الهدي”، وكان الراحل القسّ. صموئيل حبيب، أول قسٍّ مِصريٍّ يُعَيَّن للنَّشر المَسيحيّ، في إبريل ١٩٥٠م.
إنَّ رِسالتنا المسيحيّة رسالة تواصلٍ بامتيازٍ؛ فمنذ آلاف السنين تواصل الله مع البَشرِ بأنواعٍ، وطرقٍ كثيرة؛ ولما جاء مِلء الزمان أرسل ابنه يسوع المسيح “الكلمة”، والكلمة هي الوسيلة التي يُعبر بها العقل عن فكره لسواه. والحقيقة أنَّ يسوعَ كان أروع، وأعظم مُتحدثٍ إعلاميٍّ قدم صورةً حقيقيَّة عن الله، بالرغم مِن أَّنه لم يكن يملك محطة تليفزيونيَّة، أو إنترنت، لكنه كان يبُث في أذهان سامعيه، وناظريه صورًا وأمثالاً، ما أعظمها!
وقد دعانا –يسوع- أن نُنادي بِه من علي السطح، وكما قال أحدهم: “اليوم السطوح باتت رقميَّة من شاشات تليفزيونيَة، ومواقع إنترنت وشبكات تواصل اجتماعي.”. ومما لا شك فيه أنَّ دور الإعلام قد بات دورًا هامًا جدًا، وخطير، ولا يمكن للكنيسة أن تتجاهله، لا سيَّما في ظِل السياق الحالي، والتحديات الراهنة، مِن تطور وسائل التواصل الاجتماعيّ مِن جانب، والتباعد الاجتماعيّ الذي فرضته الأزمة الحاليّة لفيروس كوفيد-19 (كورونا) من جانب آخر، فالكنيسة إلى جانب كونها مُكلفة بالأساس بإعلان الخلاص والرجاء للجميع بكل السُبل، باتت تحتاج إلى وسيلة ناجعة للتواصل وطمأنة أعضائها في زمن التباعد المفروض.
ولقد أسعدنا جميعًا قرار لجنة الإعلام والنَّشر بمجمعنا الإنجيليَّ، بالمُضي قُدُمًا في تأسيس مجلَّة تحمل اسم “أغصان الكرمة”؛ فعبر تاريخ مجمعنا كانت هناك العديد من المحاولات لعمل نَّشرة إنجيليَّة خاصة بنا، وها هي اليوم ترى النور. وإنَّنا نتطلع إلى أن تُصبح مجلَّة تُعبر عن نبض كنائسنا المحليّة، وتتناول القضايا المطروحة للنقاش والحوّار، مُقدمة المواهب المتميزه الكثيرة في كنيستنا المحليّة، مُعبِرة عن فِكرنا المُصلَح المُستَنير الذي لعب دورًا كبيرًا في تطور الأمم والشعوب.
وأنَّنا نُصلي ونثق، أن تكون هذه المجلَّه نقلة نوعيَّة في تاريخ العمل الإنجيليّ بمجمع مشيخ المنيا.
