تاريخ الكنيسة الإنجيلية

تاريخ الكنيسة الإنجيلية المشيخية بمصر في الحقبة الزمنية من عام 1850م إلى عام 1880م

https://www.youtube.com/watch?v=lW7bj0rZr4s

لم تبدأ رسالة وتاريخ الكنيسة الإنجيلية عام 1854، لكنها موجودة حتى قبل مرقس الرسول وبدأت بمن عادوا من احتفال يوم الخمسين، وجاءت الكنيسة الإنجيلية المشيخية ليس لتبدأ كنيسة بل لتنعش الكنيسة المصرية القائمة منذ بدء التاريخ المسيحي.

كانت الكنيسة القبطية في مصر منحصرة في ظروفها المحلية الإقليمية، إلى أن جاءت الإرساليات المسيحية من الغرب، وبخاصة من أوروبا ثم من أمريكا، دخلت عدة إرساليات ومن بينها الكنيسة المشيخية PCUSA  لتبدأ خدمتها من خلال التعليم وفتح الكتاب المقدس باللغة العربية أمام عامة الشعب كما اعتمدت النظام الديمقراطي في إدارة الكنيسة المحلية من خلال شيوخ الكنيسة بالاشتراك مع الراعي ومن هنا جاء اسمها الكنيسة الإنجيلية المشيخية بمصر.

في هذا القسم سوف نتحدث عن تاريخ الكنيسة الإنجيلية المشيخية في مصر عبر العصور والسنوات المختلفة.

أولاً: الأحداث الرئيسية وتشمل الآتي:

السياق التاريخيّ والثقافيّ والاجتماعيّ والسياسيّ والاقتصاديّ

السياق السياسيّ

كانت مصر -آنذاك- ولاية تابعة للإمبراطوريّة العثمانيّة التي دَبَّ الضعف بها؛ فاستطاع الولاة -الذين عينتهم- الإمبراطوريّة العثمانيّة الاستقلال بولاياتهم. وكان محمد على قد عُيِّن قبلها واليًا على مصر.

منذ بداية ولايته نحو 1805م أتبع محمد علي سياسة تسامح دينيّ واضحة؛ فألغى القيود المفروضة على زيّ الأقباط، وعلى ممارساتهم الدينيّة، وأوجد مُناخًا مواتيًا لدخول الفِرنج لمصر.

جاء الوالي محمد سعيد باشا (1854م-1863م) فأكمل مسيرة محمد علي الانفتاحيّة، ووفدت –في عهده- إلى مصر أعداد كبيرة من الأجانب، منذ عام 1854م؛ مما ساعد في تسهيل دخول المُرسلين الأجانب إلى مصر.

لقد أتاحت سياسة محمد علي وأولاده قسطًا من الديمُقراطيّة، لكن الشعب المصري لم يكن مستعدًا لاستغلال هذه الفرصة والاستفادة منها؛ نظرًا للطابع المُحافظ الذي تميزت به الثقافة من ناحية، والتوجهات الدينيّة المصريّة من ناحية أخري.

في عهد إسماعيل، (1863- 1879م) ، واجه عمل الإرساليّة الأميريكيّة مُقاومة أكبر مما حدث في عهد سعيد؛ حيث بدأ الحكام المحليون في الصعيد بدعم من الحكومة المركزيّة في القاهرة، في رفض استخراج تراخيص للإنجيليين لبناء الكنائس.

السياق الاجتماعيّ

تغيَّرت التركيبة الاجتماعية بسبب إتاحه الفرصة للدراسة في الخارج، خاصةً الانتقال من القُرى إلى الحَضَر؛ وهكذا ظهرت طبقة وسطى جديدة، لم تكن من كبار المُلَّاك، لكنها تكونت أساسًا من المثقَّفين. وقد ساعدت الدولة بإرسالها المبعوثين للتدريب على الطباعة، واستيرادها أول آلات الطباعة في الشرق الأوسط لمصر؛ على نشر المعارف ودعم المثقفين بطباعة الكتب والصحف؛ ومكَّنتهُم أيضًا من التغلغُل في الحياة السياسيّة على أساس “دولة حديثة” وليس على أساس “عرقيّ” (فرنسيّ-شاميّ-يونانيّ-مغربيّ) ولا على أساس طائفيّ (حارة الصاغة- حارة النحاسيّن- حارة السقاييّن).

السياق الدينيّ

غَلَب على مصر الطابع المُحافظ فالمسلمون من السُّنة، والمسيحيون من الأرثوذكس قد تمسَّكوا بالخط المُحافظ، وكانت الكنيسة الأرثوذكسية قد أغلقت على نفسها منذ القرن الرابع الميلادي، إبان مجمع نيقية؛ فلم تحتك بأيٍ من المسيحيين خارج طائفتها. أما المسلمون فقد تأرجحوا بين الانتصار لتيار القوميّة العربيّة الناشئ وبين التمسُك بالسلطنة العثمانية خاصة في مواجهة الاستعمار.

تاريخ الكنيسة الإنجيليّة فى هذا العقد

بدأت جمعية الكتاب المقدس الأمريكيّة عملها نحو عام 1836م عملها بمجىء س. هـ كالهون إلى مصر، وهو أول مُرسل لمنطقة الشرق الأوسط.

قرَّر السنودس العام للكنيسة المشيخية المُصلحة في شمال أمريكا عام 1853م إرسال  بعض المُرسلين من سوريا إلى مصر وكان القس توماس ماكيج  أول من لبى القرار.

وفي عام 1854م وصلت الإرساليّة المشيخيّة إلى مصر وبدأ عملها.

في عام 1855م أُقيمت أول خدمة دينيّة باللغة الانجليزيّة، ثم أول خدمة باللغة العربية في شهر يناير1855م، كما افتُتحت أول مدرسة للبنين تحت إدارة الإرساليّة فى بيت الإرساليّة بالقاهرة، وكانت تضم -وقتها- خمسة من الصبيان.

عام 1859م، مُورست فريضة العشاء الربانيّ باللغة العربيّة لأول مرة بالقاهرة، وتم قبول أربعة أشخاص 

في شركة الكنيسة ليصبحوا أول أعضاء بها. هم الأب ميخائيل البليني، وقد كان راهبًا قبطيًا، والأرمينيّ ميناس چاكوب، والمصري عوض حنا، وشخص سوري يُدعى نَصر.

عام1860م تشكَّل أول مجمع للكنيسة المشيخية بمصر، وضم ثلاثة من القساوسة (وفي نفس السنة انضم إليهم القس يوحنا هوج المُرسل الأمريكي.

أول مجمع إنجيلي مشيخي - تاريخ الكنيسة الإنجيلية
أول مجمع إنجيلي مشيخي

اختار الدكتور إندراوس واطسن هذا العام ليكون سنة نشر الكتاب المقدس، وهي السنة التي توافِق السنة الخامِسة لعمل الإرساليّة الأمريكية.

في شركة الكنيسة ليصبحوا أول أعضاء بها. هم الأب ميخائيل البليني، وقد كان راهبًا قبطيًا، والأرمينيّ ميناس چاكوب، والمصري عوض حنا، وشخص سوري يُدعى نَصر.

عام1860م تشكَّل أول مجمع للكنيسة المشيخية بمصر، وضم ثلاثة من القساوسة (وفي نفس السنة انضم إليهم القس يوحنا هوج المُرسل الأمريكي.

تأسست أول كنيسة إنجيليّة في مصر، بمقر الإرساليّة الأول بدرب الجنينة بحي الموسكى بالقاهرة، وكان عدد الأعضاءالذين قَبِلتهم الكنيسة أربعة أعضاء.

اُفتُتحت أول مدرسة للبنات، ضمت إليها عشرين بنتًا.

عام 1861م افتُتحت ثانى مدرسة للبنات فى حي الأزبكيّة، وضمت -آنذاك- ثمانية من البنات.

عام 1863م اُنتُخِبَت أول مجموعة من الشيوخ والشمامسة، وسيّموا –فيما بعد- لخدمة الكنيسة المشيخيّة بالأزبكيّة.

أصبحت كنيسة الأزبكيّة أول كنيسة إنجيلية نظمت بمصر.

 

في 15 فبراير من هذا العام، قرر المجمع المشيخيّ المصريّ إنشاء مدرسة لاهوتيّة إنجيليّة وافتُتِحَت فصول لاهوتيّة مسائيّة غير منتظمة لإعداد كارزين ورعاة وطنيين، يمكنهم تأسيس كنيسة وطنيّة قويّة، كما شجعوا على ترجمة وطباعة مواد لاهوتيّة باللغة العربيّة.

في شركة الكنيسة ليصبحوا أول أعضاء بها. هم الأب ميخائيل البليني، وقد كان راهبًا قبطيًا، والأرمينيّ ميناس چاكوب، والمصري عوض حنا، وشخص سوري يُدعى نَصر.

عام1860م تشكَّل أول مجمع للكنيسة المشيخية بمصر، وضم ثلاثة من القساوسة (وفي نفس السنة انضم إليهم القس يوحنا هوج المُرسل الأمريكي.

تأسست أول كنيسة إنجيليّة في مصر، بمقر الإرساليّة الأول بدرب الجنينة بحي الموسكى بالقاهرة، وكان عدد الأعضاءالذين قَبِلتهم الكنيسة أربعة أعضاء.

عام 1864م افتُتِح ما عُرف بصف اللاهوت، في عوّامة د. يوحنا هوج، وقد واظب على الدراسة بها طالبان هما: تادرس يوسف وإبراهيم يوسف

في 26 سبتمبر 1864م اُفتُتِحَ فصل التعليم اللاهوتي بالقاهرة، وضم إليه إحدى عشر طالبًا كان من بينهم أربعة كهنة من الأقباط.

عام 1865م افتتح الدكتور يوحنا هوج مدرسة للبنات عقب وصوله إلى مصر، وهكذا بدأت أول مدرسة في الصعيد لتعليم البنات.

عام 1869م ، أسس ويصا وحنا بقطر مدرسة اخوان ويصا بأسيوط.

عام 1870م، أسس الشيخ جرجس بشتلي مدرسة في أخميم ،كان عدد تلاميذها خمسة وأربعين تلميذًا.

وفي ذات العام أيضًا، انفصلت الإرساليّة الأمريكيّة رسميًا عن الكنيسة الإنجيليّة المصريّة، وكُتب دستورًا يشمل مبادىء نظام الكنيسة.

عام 1871م، احتفلت مدرسة اللاهوت بتخرج أول اثنين من خريجيها، وهما تادرس يوسف، وإبراهيم يوسف، اللذان سُيّما قسيسين فيما بعد.

1876م أسَّست عائلة خياط مدرسة الخياط الواصفيّة.

في 26 سبتمبر 1864م اُفتُتِحَ فصل التعليم اللاهوتي بالقاهرة، وضم إليه إحدى عشر طابًا كان من بينهم أربعة كهنة من الأقباط.

عام 1865م افتتح الدكتور يوحنا هوج مدرسة للبنات عقب وصوله إلى مصر، وهكذا بدأت أول مدرسة في الصعيد لتعليم البنات.

ثانياً: الشخصيات المؤثرة فى تاريخ الكنيسة الإنجيلية في هذا العقد

1854م وصول الإرساليّة المشيخية إلى مصر.

1860م سيامة القس يوحنا هوج، قسًا كارزًا، وتوفي عام 1886م.

1871م تمت سيامة أول راع انجيلي مصري، القس تادرس يوسف، راعٍ لكنيسة النخيلة بأسيوط، الذي التحق بأول صفٍ تخرج في مدرسة اللاهوت و تولى القس تادرس سكرتارية أول مجمع مشيخيّ مصريّ.

1876م تم تنصيب القس شنودة حنا راعيًا، وبسيامته صار في مصر أربعة من القساوسة وهم: جرجس عبيد، وإسكاروس مسعود، وجرجس رؤفائيل، وشنودة حنا.

1877م أسس ميخائيل عبد السيد صحيفة الوطن الإسبوعيّة.

ثالثاً: الأنشطة المؤثرة في تاريخ الكنيسة الإنجيلية في هذا العِقد

التعليم

دائماً ما يرتبط العمل المُرسليّ بإنشاء المدارس (والمستشفيات)، لتعليم البنين والبنات. وقد أنشأت الإرساليّة الأمريكيّة أول مدرسة للبنين في القاهرة عام 1855م، وأول مدرسة للبنات في حارة السقايين عام 1860م؛ واستمر إنشاء المدراس في أماكن أخرى عديدة، سواء في القاهرة أو خارج القاهرة، حتى وصل عددهم عام 1896م إلى مئة وثمانية وستين مدرسة (ثلاثة وثلاثين للبنين، وخمسة وثلاثين للبنات)، وبلغ عدد تلاميذ تلك المدراس حواليّ إحدى عشر ألف تلميذًا وتلميذة.

انتشر العمل التهذيبيّ في كل أنحاء مصر، فكانت المدرسة تسبق الكنيسة أحيانًا. وبحسب محاضر السنودس كان عدد مدارس القرية مئتي وثلاثة مدرسة عام 1898م.

فتحت مدارس الإرساليّة أبوابها لكل المصريين دون تمييز من جهة الدين أو المذهب، وأسست مدارسًا ذات سمعة عالية في العلم والأخلاق.

الخدمة الطبيّة

اهتمت الكنيسة الإنجيليّة بالخدمة الطبيّة منذ عام 1868م في أسيوط بعيادة صغيرة، إلى جانب ممارسة هذه الخدمة بالمنازل والقرى المحيطة؛ وكان الراعي يتدرَّب على الإسعافات الأولية ويحتفظ ببعض الأدوية الضرورية للقرية مثل أمصال لدغة العقرب أو الثعبان، وأدوية لعلاج الحروق.

تطورت الخدمة الطبيِّة لتصبح متخصِّصة ومنتظِمة. ففي أسيوط قام د. جوهانسون بافتتاح وإدارة عيادة صغيرة عام 1886م وتحرّك منها إلى القرى المحيطة بها. و في عام 1869م بدأت خدمة مستشفى طنطا.

رابعاً: احصائيات

أنشأت الإرساليّة الأمريكيّة أول مدرسة للبنين في القاهرة عام 1855م، وأول مدرسة للبنات في حارة السقايين عام 1860م. واستمر إنشاء المدراس في أماكن عديدة، سواء في القاهرة أو خارج القاهرة، حتى وصل عددهم سنة 1896م إلى مئة وثمانية وستين مدرسة (ثلاثة وثلاثين للبنين، وخمسة وثلاثين للبنات)، وبلغ عدد تلاميذ تلك المدراس حوالي إحدى عشر ألف تلميذًا وتلميذة.

أسست الإرساليات الأمريكانيّة مئة وأربعة وأربعين مدرسة للبنين ، وتسعة وستين مدرسة للبنات.

ازداد عدد المُرسلين من ثلاثة عام 1854م إلى اثنين وعشرين عام 1879م. وبلغ نحو تسعين مُرسل عام 1904م.

نصف عضوية الكنيسة الإنجيليّة كانت فى مجمع أسيوط، أما فى القاهرة فكان هناك أقل من مئتين وخمسين عضوًا.

بلغ عدد أعضاء الكنائس المشيخيّة في مصر ستة آلاف عضوًا (الجاولى مجمع أسيوط، سنورس بالفيوم، وطنطا بالدلتا).

اهتمت الكنيسة الإنجيليّة بالخدمة الطبيّة منذ عام 1868م في أسيوط بعيادة صغيرة، إلى جانب ممارسة هذه الخدمة بالمنازل والقرى المحيطة. وكان الراعي يتدرَّب على الإسعافات الأوليّة ويحتفظ ببعض الأدويّة الضروريّة للقرية مثل أمصال لدغة العقرب أو الثعبان، وأدوية لمعالجة الحروق.

تطورت الخدمة الطبيِّة لتصبح متخصِّصة ومنتظِمة. ففي أسيوط قام د. جوهانسون بفتح وإدارة عيادة صغيرة عام 1886م وتحرّك منها إلى القرى المحيطة بها. ثم بدأت خدمة مستشفى طنطا 1869م.

في عام 1864م تم توزيع عشرة آلاف ومئتين وثمانية وخمسين نسخة من الكتاب المقدس”ڨان دايك” والمعروفة باسم إنجيل بيروت.

خامساً: تشريعات وقوانين

عام 1872م، تحولت لغة تسجيل محاضر جلسات المجمع الإنجيليّ المشيخيّ المصريّ إلى اللغة العربيّة منذ ذلك التاريخ، بينما كانت باللغة الإنجيليزية منذ تأسيس المجمع عام 1860م.

المراجع

إعداد ومراجعة

فاتن صفوت،   جورج اسحق

اقرأ المزيد
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى