وأخيرًا نختم تأملاتنا فـي ضرورة الارتباط بالكنيسة بسؤال جوهري .. ما هو الفارق بين مجرد حضور الكنيسة وبين الارتباط الأصيل والعميق بها؛ والذي يجعل من الارتباط ضرورة لازمة؟؟
الفارق الرئيسي فـي كلمة واحدة هو «الالتزام» يتبعها العديد من المعاني والتفاصيل. فمجرد الحضور يجعل منا متفرجين، نسعى للأخذ، نتمتع فقط بالامتيازات دون تحمل أي مسؤوليات، سريعي النقد والرفض بينما التزام الارتباط يجعل منا مشاركين فـي الخدمات المختلفة، متحملين للمسؤولية دون بحث عن المنافع، نشعر ونهتم بالآخرين دون تسرع فـي توجيه النقد. مرة أخرى إنه الالتزام. لقد خلقت حضارة النزعة الفردية فـي أيامنا هذه الكثير ممن يسمون «مؤمنون أرانب» لأنهم يقفزون من كنيسة إلى أخرى بدون أية هوية أو مسؤولية.
عبر أحدهم عن ما سبق بقوله.. يوجد وجهتا نظر فـي التعامل مع الكنيسة أولها «وجهة نظر المستهلك» وثانيها «وجهة نظر العائلة».. أي الأولى شخص كل اهتمامه هو ماذا يأخذ من الكنيسة وشعاره «هل من مزيد؟» والثانية شخص يحيا فـي الكنيسة على أنها عائلته، بينها ومعها يحيا وكل اهتمامه بخير عائلته، يسعى جاهدًا مبتهجًا لإسعادها ونموها. أيهما تختار عزيزي القارئ؟ لا يوجد مساحة فـي الوسط.. احسم اختيارك وأصلي أن يكون فـي الاتجاه الأفضل.. أنت عضو فـي عائلة تسعد بسعادتها وتتألم لألمها.. فحياتنا المسيحية هي ارتباط بالمسيح وأيضًا ارتباط ببقية أخوتي المؤمنين والمؤمنات.. التزام نحو المسيح.. وأيضًا التزام نحو أبنائه الآخرين.
إن لم تعش هذا الارتباط بما يحمله من التزام ومسؤولية، لا تتردد واتخذ قرارًا بالارتباط بكنيسة محلية تعيش فيها علاقة الجسد الواحد مع الرأس يسوع المسيح ومع باقي أعضاء الجسد من المؤمنين الآخرين.