“وبعد زمان طويل جاء سيد أولئك العبيد وحاسبهم” (متى 25: 9)
هذا التعبير يفهمه الناس على أنه يشير الى يوم القيامة والدينونة الذي أشار إليه الكتاب بالقول: “لأنه أقام يوما هو فيه مزمع أن يدين المسكونة بالعدل” (أعمال 17: 31)
لكن الحقيقة أن هناك أيامًا كثيرة للحساب … أغلب الناس ينسون ذلك ويتصورون أن الحساب سيكون بعد زمن طويل، لكن وقت الحساب متكرر، وقريب من كل إنسان.
يوم الامتحان هو يوم الحساب عند الطالب؛ حضور المفتش أو المحاسب لجرد الخزنة عند الصراف هو يوم حساب، يوم تسليم المسؤولية هو يوم حساب؛ أخر السنة المالية في الشركات وفى البنوك هو يوم حساب؛ أخر السنة عند التاجر هو يوم حساب.
ليس من الضروري ان تكون مهمتك انتهت لكي تقدم حسابًا، وليس الحساب دليلًا على أنك موضع شك؛ لكن تقديم الحساب أصبح الآن أمرًا جوهريًا وضروريًا في كل نظام سليم للتخطيط والتطوير والتقدم.
دعونا نتأمل في سؤالين:
1-من سيحاسب من؟، 2-على أي شيء سيكون الحساب؟
أولًا: من سيحاسب من؟
هناك أنواعًا من الحساب
1-فهناك حساب من أوكل ألينا العمل.
2-وهناك حساب فيه نحاسب أنفسنا أمام ضمائرنا
3-وهناك حساب الله الذي هو سيدنا جميعا واعطانا كل شيء لنكون وكلاء عنه في حياتنا.
ثانيًا: على أي شيء سيكون الحساب؟
طبيعي أن الحساب سيكون على الأمور التي أوكلها الله إلينا وصرنا وكلاء عنها.
ولو أننا بحثنا الموضوع بعمق لوجدنا أن الله هو مالك المسكونة وكل ما بها. وفى القديم قال الله للناس: “لأن لي الأرض وأنتم غرباء ونزلاء عندي” (لاويين 25: 23)
فكل ما عندنا هو من عند الله، بل إن الله يمتلكنا نحن، خاصة المؤمنين الذين افتداهم السيد المسيح، ولهذا يقول الرسول بولس لمؤمني كورنثوس ” انكم لستم لأنفسكم لأنكم قد اشتريتم بثمن .. فمجدوا الله في اجسادكم وارواحكم التي هي لله” (1كو 6)
إن الله سوف يحاسبنا عن مقدار استخدامنا لمواهبنا المختلفة، مهما كانت قليلة، لكن الله لم يحرم احدًا من موهبة. إنه سيحاسبنا عما نحن وكلاء عنه فيه.
ويوم الحساب يمكن أن يكون أي يوم من أيام حياتنا
فماذا سيكون موقفك، هل تعطى حسابا بفرح، أم تواجه الحساب بخزي وخجل؟!!