1- ساعة الطبيعة الحزينة
الساعة السادسة هي منتصف النهار حسب نظام الزمن اليهودي… والساعة التاسعة تقابل الساعة الثالثة بعد الظهر في نظامنا الحالي.
قلب النهار… وقوة النور في هذه الساعات… لكن ذلك اليوم، كان يختلف عن باقي الأيام … فقد أُظلم النهار في منتصفه.
إن الشمس لم تغرب، لكنها أظلمت… فالغروب حدث عادى، لكن الإظلام حدث غير عادى… هل كان هذا دليلًا على حزن الطبيعة لما يقاسيه المسيح من الآم وعذاب؟
لقد كان حزن الطبيعة تعبيرًا عن حالة العالم تحت حكم الخطية … إنه عالم مظلم … لقد اجتمع الموت وهو ظلام، مع الخطية وهي ظلام أشد … اجتمعا معًا في تلك الساعات… فأنطفأ نور الطبيعة حزنًا واشفاقًا.
2- ساعة الغضب الإلهي
إن الساعة المظلمة كانت تعبيرًا عن شيء أهم وأعمق من حزن الطبيعة … إنها كانت تعبيرًا عن الغضب الإلهي …
إن طبيعة الإنسان مظلمة، والله نور … ومادام الإنسان مع الله، فإنّ حياته تستنير بالله؛ لكن يسوع في تلك الساعة كان يمثل الخاطئ. كان يحمل كل خطايا البشر… ويا لضخامة هذا الثقل الفظيع الذي حمله… والله لا يرضى بالخطية … بل يعلن عليها حربًا وغضبًا كقول بولس الرسول “لأن غضب الله معلن من السماء على جميع فجور الناس وإثمهم”.
ويسوع حل جميع فجور الناس وإثمهم.
لذلك أُعلن عليه غضب الله … إنه لم يعرف خطية، لكنه صار خطية. إننا لا نكاد نصدق هذه الحقيقة… لكنها حدثت فعلًا … انصبت على يسوع جامات غضب الله … الذي كنا نحن نستحقه … لذلك صرخ بصوت عظيم قائلًا: “إلهي إلهي لماذا تركتني …”، إنَّ هذه الساعة المظلمة حقًا مليئة بالأسرار العميقة التي لا يدركها العقل.
3- ساعة المتناقضات المحزنة
لقد حللت هذه الساعة بالظلام سوادًا، لأن ساعات الصليب، جمعت بين متناقضات محزنة ومفجعة .. ففي تلك الساعات رأينا، الوفاء يلاقى نكرانًا، والألم يقابل باللامبالاة، والقوة تصير عجزًا، ورب الحياة يعاني الموت، وكلها متناقضات مفجعة … يليق بها الظلام…
في تلك الساعات، قوبلت الآلام الفظيعة باللامبالاة … وصارت القوة عجزًا، ولاقى رب الحياة الموت، لكن شكرا لله
إن الساعة المظلمة لم تبق دائمًا مظلمة بل أعقبتها ساعة مشرقة.