إقرار إيمان بارمن
بعد وصول النازية الألمانية للحكم، فرض هتلر سيطرته علي الكنيسة وأصبحت الكنيسة الرسمية تؤيد الحكم والإيدلوجية النازية. ولكن في ذلك الوقت انفصل الأمناء لكلمة الله من قادة الكنائس اللوثرية والمصلحة وغيرها، وكونوا معا سنودس الكنيسة المعترفة أو الأمينة . وفي عام 1934 اجتمع هذا السنودس بمنطقة بارمن في مدينة فوباتال بولاية فست فالن نورد راين، وأصدروا إعلان بارمن اللاهوتي الشهير. قام بصياغة هذا الإعلان ومراجعته اللاهوتي كارل بارت..كما لعب اللاهوتي ديترتش بنهوفر دورا كبيرا في هذا الإعلان، علما بأن بنهوفر بعد ذلك قد تورط في محاولة لإغتيال هتلر الأمر الذي أدي به إلي الموت شنقا في صباح 9 أبريل 1945 قبل نهاية الحرب بسقوط النازية بأيام.
وقد قمت بترجمة الإعلان من الألمانية إلي العربية في برنامج إعادة إحياء لاهوت بارمن بمدينة فوباتال في ربيع2014
إعلان بارمن اللاهوتي 1934
1 – “قال يسوع له: أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلي الآب إلا بي” (يوحنا 14: 6)
“الحق الحق أقول لكم أن الذي لا يدخل من الباب إلي حظيرة الخراف، بل يطلع من موضع آخر فذاك سارق ولص…أنا هو الباب. إن دخل بي أحد فيخلص ويدخل ويخرج ويجد مرعي” (يوحنا 10: 1، 9).
يسوع المسيح، كما هو معلن في الكتب المقدسة، هو كلمة الله الوحيد الذي يجب أن نسمعه، كما يجب أن نثق فيه ونطيعه في الحياة والممات.
ونحن نرفض كل تعليم زائف يعتبر أن الكنيسة تستطيع بل ويجب أن يكون لها مصدر آخر لإعلانها من غير أو بجانب كلمة الله الوحيد سواء كان أحداث، أو قوات، أو رموز تاريخية، أو حقائق باعتبارها إعلان إلهي.
2 – “ومنه أنتم بالمسيح يسوع الذي صار لنا حكمة من الله وبرا وقداسة وفداء” (1كو 1: 30).
كما أن يسوع المسيح هو إجابة الله المعزية لغفران كل خطايانا، بكل خطورتها، فهو أيضا إعلان الله القوي لحقه في كل حياتنا. فمن خلاله ننال فرح الحرية من قيود هذا العالم البعيد عن الله، إلي حرية ونعمة وخدمة كل خليقة الله.
ونحن نرفض كل تعليم زائف يري أنه توجد أمور في حياتنا يمكن أن لا نسلمها لسيادة يسوع المسيح بل لسيادة آلهة أخري، أمور لا تحتاج إلي التبرير والتقديس الذي يأتي فقط من خلاله.
3- “بل صادقين في المحبة ننو في كل شئ إلي ذاك الذي هو الرأس المسيح، الذي منه كل الجسد مركبا معا ومقترنا” (أف 4: 15، 16)
الكنيسة المسيحية هي جماعة الأخوة التي يحضر ويعمل فيها يسوع المسيح كرب من خلال الكلمة والأسرار المقدسة، وأيضا من خلال عمل الروح القدس. وعن طريق إيمان الكنيسة وطاعتها، وأيضا من خلال رسالتها ودعوتها تستطيع أن تشهد الكنيسة في وسط العالم الساقط عن كونها كنيسة الخطاة المبررين، وأنها تنتمي إليه وحده، كما أنها تعيش وينبغي أن تعيش تحت تعزيته وإرشاده وحده، وهي أيضا تنتظر ظهوره.
ونحن نرفض كل تعليم زائف ينادي بأن الكنيسة لديها القدرة علي تجاوز شكل رسالتها وإرساليتها، لتتأثر بأي شئ آخر سواء كان مفاهيم عامة ومنتشرة أو قناعات سياسية معاصرة.
4- “فدعاهم يسوع وقال لهم أنتم تعلمون أن رؤساء الأمم يسودونهم والعظماء يتسلطون عليهم. فلا يكون فيكم هكذا بل من أراد أن يكون فيكم عظيما فليكن لكم خادما” (مت 20: 25، 26)
إن قوة الكنيسة وسلطانها لا يبني علي التحكم والسيادة علي حياة الناس بل من خلال الخدمة التي دعي إليها كل أفراد الكنيسة وتسلموا أمانتها ليحققوها.
ونحن نرفض كل تعليم زائف ينادي بـأن الكنيسة تستطيع أو تسمح أن تعطي لنفسها أو تترك آخرين أن يعطوها قيادات خاصة (فيهارر) يكون لديهم الحق بأن يتسلطوا علي حياة الآخرين.
5- “خافوا الله. أكرموا الملك” (1بط 2: 17) تعلمنا الكتب المقدسة أن مهمة الدولة في هذا العالم، غير المفدي الذي توجد فيه الكنيسة، هو تحقيق العدالة والسلام، وتستطيع أن تحقق هذا ببصيرة الإنسان وإمكانياته، ومن خلال استخدام التهديد والقوة. أما معرفة الكنيسة لنعمة الله وقداسته فهي تجذب انتباهنا إلي ملكوت الله ووصاياه وعدالته، وهي تهتم بالحاكمين والمحكومين. فالكنيسة تثق وتطيع قوة الكلمة من خلال هذا الإله الذي يسيطر علي كل شئ.
نحن نرفض التعليم الزائف الذي ينادي بأن الدولة يمكنها أن تكون كل شئ في حياة الإنسان وبالتالي يمكنها أن تقوم بدور الكنيسة.
كما نرفض التعليم الزائف الذي ينادي بأن الكنيسة يمكنها أن تأخذ مهمة وهيبة الدولة وأن تصبح هي نفسها المتكلم والممثل للدولة.
6- “قال يسوع المسيح: وها أنا معكم كل الأيام وإلي إنقضاء الدهر” (مت 28: 20)، “لكن كلمة الله لا تقيد” (2تيمو 2:9)
إن مهمة الكنيسة التي ترتبت علي خلاصها هي المناداة بعمل المسيح، وان تخدم العالم من خلال كلمته وعمله، حتي تخلص الناس من خلال الوعظ والفرائض المقدسة، فرسالتها هي رسالة نعمة الله المجانية.
ونحن نرفض التعليم الزائف المبني علي كبرياء الإنسان الذي ينادي بأن الكنيسة يمكنها أن تستبدل كلمة وعمل الرب لتخدم أهدافها، وأغراضها، وخططها الخاصة.
سنودس الكنيسة الإنجيلية الألمانية الأمينة، يعترف بهذا الحق ويعترض علي كل التعاليم الزائفة. وهذا الفهم اللاهوتي الضروري هو ما بنيت عليه الكنيسة الإنجيلية الألمانية الإتحادية الأمينة. والكنيسة تدعو كل من يستطيع أن يقبل هذا الإعلان لأن يتضامن معها في إدراكها اللاهوتي فيما يخص علاقة الكنيسة بالدولة. وهي تطلب من جميع الأمناء أن يعودوا إلي وحدة الإيمان، والرجاء والمحبة.