موضوع هام، وللأسف صادفه الكثير من سوء الفهم والإدراك وقدر غير قليل من الإهمال والتشويش. جاء ذلك فـي الأغلب من عدم الدراية الكافية بكلمة الله أو الفهم المنقوص المبتسر لبعض النصوص الكتابية. لذا سنقضي معًا رحلة فـي ٤ تأملات فـي هذا الموضوع الهام.
– نبدأ بفهم بعض المبادئ الهامة من كلمة الله بشأن مفهوم الكنيسة.
أ- الكنيسة جزء أصيل من رسالة الإنجيل. فلقد اختار الله منذ البداية أن يصنع علاقة مع البشر عبر دعوته لجماعة تتبعه وتعيش له. ومن هنا فقرارنا الشخصي الفردي بقبول الرب يسوع مخلصًا شخصيًا وسيدًا على حياتنا هو بمثابة بوابة الانضمام لشعب الرب. لاحظ ذلك فـي دعوة الرب لإبراهيم (تكوين ١٢: ٢، ٣) وكلمات الرب يسوع لتلاميذه (يوحنا ١٠: ١٦)، كلمات الرسول بولس لتلميذه (تيطس ٢: ١٤).
ب- الكنيسة جماعة مدعوة لتمارس معًا علاقتها بالله وبالآخرين. فكلمة كنيسة فـي اللغة العبرية كانت تستخدم لوصف اجتماع شعب إسرائيل لسماع كلام الله على فم موسى.. إذن الكنيسة جماعة مدعوة لتصغي لكلمة الله. والكلمة فـي اللغة اليونانية «إكلسيا» كانت تستخدم للتعبير عن الجسم الإداري الحاكم للمدينة.. فهي دعوة للمواطنين للمشاركة بالرأي فـي زمان ومكان محددين.. إذن الكنيسة جماعة مدعوة للشركة معًا (كولوسي ١: ١٢، ١٣).
ج- الكنيسة جماعة مختارة. كلمات الرسول بولس فـي رسالته لكنيسة أفسس فـي الإصحاح الأول والعدد الرابع “كما اختارنا فيه قبل تأسيس العالم، لنكون قديسين وبلا لوم قدامه فـي المحبة» وفـي ١بطرس ٢: ٩ يخاطب الرسول الكنيسة بأنهم جنس مختار، أمة مقدسة، شعب اقتناء مدعوون لكي يخبروا بفضائل الذي دعاهم من الظلمة إلى نوره العجيب.
– يارب اكشف عن عيوننا فنرى وندرك أن الكنيسة ليست أمرًا مستحدثًا صنعه البشر لكنها جزءًا أصيلاً من رسالة الإنجيل التي تدعونا لقبولها وإن الكنيسة ليست مجرد مبنى من الحجر بل هي جماعة حية من البشر مدعوة لتقدم عبادتها لك وتعيش شركتها معًا، وأن ذلك خطتك الأزلية باختيار هذه الجماعة المتعبدة.
نستكمل معًا فـي تأملات تالية.