يتصور البعض أن حضورهم في اجتماعات الكنيسة وتعبدهم في كنيسة معينة يجعلهم أعضاء فيها، ولذلك ترى الناس يسألون بعضهم البعض – أين تصلي؟ فيكون الجواب في هذه الكنيسة أو تلك.
هل نحن مجرد متعبدين سلبيين؟ هل الكنيسة مجرد مكان لسماع عظة، أو للاشتراك في صلاة أو ترنيمة؟ هل هذه هي العضوية في الكنيسة؟
البعض الآخر ينادي بالالتزام، فيقول إن عضو الكنيسة يجب أن يلتزم على الأقل بثلاثة أشياء:
1-أن يحضر الكنيسة بانتظام. 2-أن يدفع عطاياه أو عشوره للكنيسة. 3-أن يعيش حياة مستقيمة حسب تعاليم المسيح والكنيسة.
لكن – مع تقديرنا لفكرة الالتزام، وتشجيعها بالطبع، يمكن أن نسأل: إذا كانت عضوية الكنيسة مجرد التزام، فماذا يكون الفرق بين الكنيسة وأي نادٍ من النوادي أو أية جماعات من الجمعيات.
إن كلمة “أعضاء” في الكنيسة إشارة إلى العضوية في جسد، وهذا الجسد هو جسد المسيح نفسه. علاقة العضو بالكنيسة هي علاقة عضو الجسد بالجسد نفسه؛ وعلاقته بالمسيح هي علاقة عضو الجسد بالرأس.
إن الكنيسة جسد، وكل عضو له عمل في الجسد، وجميع الأعضاء تتناسق مع بعضها البعض، وتكمل بعضها بعضًا.
إن عضو الجسد ينمو مع الجسد ويعمل تلقائيًا لأنه جزء من الجسد. عضو الجسد ليس مستقلًا عن الجسد لكنه مرتبط به، لم ير أحدٌ يدًا تسير وحدها في الشارع، أو رِجلًا تتحرك إلى اليمين بينما تتحرك الأخرى إلى اليسار، إن الجسد وحدة واحدة.
عضو الجسد متحد مع غيره من الأعضاء ومرتبط بغيره، ويتناسق عمله مع عمل غيره ليكمِل عمل الجسد.
فهذا يرنم وذاك يصلي وثالث يزور ورابع يُدبّر، واحد يعظ وأخر يشهد بحياته؛ واحد يفكر ويخطط، والثاني يطيع وينفذ، واحد يعطي وقتًا والثاني يعطي فنًا والثالث يضيف الغرباء، والرابع يرعى الأطفال وهكذا…
وأعضاء الجسد تتحمل بعضها بعضا، وتغذي بعضها بعضا، وتتألم بعضها لآلام البعض وتفرح بعضها لأفراح البعض.
إنَّ أعضاء الجسد تتلقي الأوامر، وتنفذ الأوامر – ترى العين شيئًا، وتوصل الأعصاب الرؤية إلى الرأس، وتصدر الرأس أمرًا، وتنفذ اليدان والقدمان ما أمرت به الرأس، كل هذا لحفظ حياة الجسد كله.
لكن لو سار كل عضو على هواه، لهلك الجسد، لو أرادت العين أن تستقل بما تراه، أو لو أرادت القدمان أن تظهرا بطولةً وتستعرض الجسد لهلك الجسد.
يا عضو الكنيسة، احرص أن تكون أعمالك وخدمتك وغيرتك في إطار حاجة الجسد، وفي تناسق مع سائر أعضاء الجسد.