نصوص مختارة من سفر الخروج والعدد
وراء كل رجل عظيم امرأة . . هكذا تقول المقولة الشهيرة لتذكرنا أنه بينما يقف كل من أبطال الإيمان كأبراج شامخة، فإنه لولا تضحية وصلابة أكتاف الأخرين من تحتهم لسقطت الكثير من هذه الأبراج في مواجهة اختبارات الإيمان القاسية. تأمل مثلاً في شخصيات إخوة موسى. هذه الأسرة المكونة من 3 إخوة مميزين ومتفردين في شخصياتهم قادوا شعب الله من مصر وفي البرية لمدة أربعين عامًا من المشقة. وبينما لم يخطو أحدهم خطوة في أرض الموعد، كانت لكل منهم أهمية ضرورية في رحلة إيمان شعب الله.
مريم وهارون شخصيتان متوازيتان في أسلوب قيادتهما. كلاهما ضروري في تطوير ونجاح قيادة موسى. كلاهما موهوب في القيادة وذو قدرة على التحدث، ومع ذلك فلكل منهما حوادث تمت فيها إدانتهما بسبب سوء تصرفهما وفشلهما وكبريائهما. في حالة هارون، كانت حادثة العجل الذهبي الشهيرة (خروج 32). أما بالنسبة لمريم فقد اشتركت مع هارون في انتقاد موسى لزواجه من امرأة أجنبية، ثم التذمر بسبب رغبتهما في أن يكون لهما قدر أو وضع مساو لموسى كمتحدثي الله (عدد 12). ولكن أهم شبه يجمع بين هذه الأخت وهذا الأخ هو أنهما هما الاثنان نالا الغفران والفداء ولم يرفضهما الله: فمريم برغم أنها عانت من لعنة البرص والطرد من المحلة، قد شُفيت من الله. وهارون، برغم إنه ذاق ذل فشله كقائد لشعب الرب في غياب موسى، فقد نصبه الله كرئيس للكهنة وعلق على رقبته هذه الكلمات: ” قُدْسٌ لِلرَّبِّ ” (خروج 30:39).
لاحظ أيضًا أن اسم مريم مقترن باسم موسى مرات تعد على الأيدي الواحدة، بينما العبارة “موسى وهارون” تتكرر 73 مرة. أمر مهم نتعلمه من حياة مريم هو أن ليس كل الشخصيات الرئيسية في قصة وقصد الله تنال وسام شرف في سرد التاريخ المسيحي.
هل هذه هي قصتك؟ كيف تمنحك قصة مريم تشجيعًا على المثابرة في إيمانك وخدمتك؟ وهل حاولت أن تترنم مثل مريم بإحسانات ومراحم الرب وتشهد علانية مع مؤمنين أخرين أو مع أولادك أو مع زملائك أو مع جيرانك؟ هذا نموذج للقيادة العملية التي تخشى الرب.