ما معنى ملكوت الله؟

السؤال : ما هو ملكوت الله :

الإجابة 

عندما سأل بيلاطس الرب يسوع عن مملكته، قال: "مملكتي ليست من هذا العالم" (يوحنا 18: 36)، بمعنى أنها ليست صادرة من هذا العالم. فهي ليست ذات طبيعة عالمية. فمملكته هي مملكة الحق الذي جاء ليشهد له . 

 عندما بدأ يوحنا المعمدان يبشر قال: توبوا فقد اقترب ملكوت السموات" والسيد المسيح من بعده قال : توبوا وآمنوا بالإنجيل فقد اقترب ملكوت السموات". 

وقال السيد المسيح لبطرس: "أَنَا أَقُولُ لَكَ أَيْضًا: أَنْتَ بُطْرُسُ، وَعَلَى هذِهِ الصَّخْرَةِ أَبْني كَنِيسَتِي، وَأَبْوَابُ الْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا. وَأُعْطِيكَ مَفَاتِيحَ مَلَكُوتِ السَّمَوَاتِ، فَكُلُّ مَا تَرْبِطُهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطًا فِي السَّمَاوَاتِ. وَكُلُّ مَا تَحُلُّهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً فِي السَّمَاوَاتِ". – وعندما علم تلاميذه كيف يصلوا قال: أبانا الذي في السموات …"ليأت ملكوتك". – فما المقصود بملكوت السموات؟

أكد الرب يسوع على إعلان أن مملكته ليست ملكاً أرضياً  أو من هذا العالم : "وَلاَ يَقُولُونَ: هُوَذَا هَهُنَا أَوْ: هُوَذَا هُنَاكَ لأَنْ هَا مَلَكُوتُ اللهِ دَاخِلَكُمْ" (لوقا 17: 21). 

فالفكرة هي أن ملكوت الله ليس كياناً موجودًا ظاهراً للعيان، بل هو ملك الله بين الناس وداخلهم. أن ملكوت الله هو المكان أو المجال الذي يظهر فيه سلطان الله. هو ملك الله الأبدي الأزلي على كل الكون. في مز 103 يعلن ويؤكد أن الله هو الملك بلا منازع على كل الخليقة: "اَلرَّبُّ فِي السَّمَاوَاتِ ثَبَّتَ كُرْسِيَّهُ وَمَمْلَكَتُهُ عَلَى الْكُلِّ تَسُودُ" (مزمور 103: 19).

كما إن ملكوت الله يشمل في آن واحد سيادته العامة على الكون كله وعلى الناس الذين بإرادتهم يعترفون به ملكاً لهم. هو نطاق سلطان الله الذي يشمل كل ما في الوجود ، وملكوته دائم إلى الأبد وسلطانه مدى الاجيال " ملكوته ملكوت ابدي وسلطانه الي دور فدور"دا  4 :  3"

وكلمة "ملكوت الله" " وملكوت السماوات" تعبيران يستخدمهما كتّاب مختلفون في العهد الجديد للدلالة على شيء واحد بعينه.

وكون المؤمن المسيحي مواطناً في ملكوت الله، ما هو دوره في هذا الملكوت؟ 

يعلم العهد الجديد بأن للمؤمن دوراً في إعلان الملكوت. وعليه أن يصلّي لأجل إتيان الملكوت وإتمام مشيئة الله على الأرض كما هي في السماء (متى 6: 10).

 كذلك عليه أن يسعى لتحقيق ملكوت الله بإعلانه للهالكين (متى 6: 33). 

وعلّم أن التوبة ضرورية لدخول ملكوت الله (متى 4: 17).