مَا مَعْنِيٌّ التِّبْرِير ؟
التِّبْرِير هُوَ تَصَرَّفَ فَوْرِيّ وقانوني مِنْ قِبَلِ اللَّهِ، فِيه يُعْتَبَرُ أَنْ خَطَايَانَا قَدْ غَفَرْتُ وَإِن بِر الْمَسِيح قَدْ أَصْبَحَ مَلَكْنَا وَإِنَّنَا أَصْبَحْنَا مبررين فِي نَظَرِهِ.
بِبَساطَة، التِّبْرِير هُو إعْلَان أَنَّ الْإِنْسَانَ بَارٌّ، وَتَمَّت مُصَالَحَتُه مَعَ اللَّهِ.
رُومِيَّة 21 : 3-26 “وَأَمَّا الآنَ فَقَدْ ظَهَرَ بِرُّ اللهِ بِدُونِ النَّامُوسِ مَشْهُوداً لَهُ مِنَ النَّامُوسِ وَالأَنْبِيَاءِ بِرُّ اللهِ بِالإِيمَانِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ إِلَى كُلِّ وَعَلَى كُلِّ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ. لأَنَّهُ لاَ فَرْقَ، إِذِ الْجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ اللهِ مُتَبَرِّرِينَ مَجَّاناً بِنِعْمَتِهِ بِالْفِدَاءِ الَّذِي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ الَّذِي قَدَّمَهُ اللهُ كَفَّارَةً بِالإِيمَانِ بِدَمِهِ لإِظْهَارِ بِرِّهِ مِنْ أَجْلِ الصَّفْحِ عَنِ الْخَطَايَا السَّالِفَةِ بِإِمْهَالِ اللهِ. لإِظْهَارِ بِرِّهِ فِي الزَّمَانِ الْحَاضِرِ لِيَكُونَ بَارّاً وَيُبَرِّرَ مَنْ هُوَ مِنَ الإِيمَانِ بِيَسُوعَ”
والتبرير لَا يَجْعَلَنَا أبراراً بَل يُعْلِن أَنَّنَا إبْرَار. وَيَأْتِي بَرُّنَا مِن إيمَانُنَا بِعَمَل الْمَسِيح التَّامُّ عَلَى الصَّلِيب. وَتُجْعَل اللَّه يَرَانَا كَامِلَيْن وَبِلَا عَيْبٌ.
وَبِسَبَب التِّبْرِير يُمْكِن لِسَلَام اللَّهُ أَنْ يَسُود عَلَى حَيَاتِنَا. وَيُجْعَل الْمُؤْمِنِينَ أَنْ يَتَيَقَّنُوا مِن خلاصهم. كَمَا أَنَّ التِّبْرِير يَتِيح لِلَّهِ أَنْ يَبْدَأَ عَمَلِيَّة تقديسنا حَيْثُ يَجْعَلُ اللَّهُ وَاقَعْنَا مطابقاً للمكانة الَّتِي صِرْنَا عَلَيْهَا. “فَإِذْ قَدْ تَبَرَّرْنَا بِالإِيمَانِ لَنَا سَلاَمٌ مَعَ اللهِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ” (رومية 1 : 5)
الْوِلَادَة الْجَدِيدَة هِيَ عَمَلٌ اللَّهَ فِينَا، أَمَّا التِّبْرِير هُوَ حُكْمُ يُصَدِّرْه اللَّه بِحَقِّنَا، وَهُوَ عَمَلٌ فَوْرِيّ، أَمَّا التَّقْدِيس فَهُو عَمَلِيَّة نُمُوّ مُسْتَمِرٌّ تَجْعَلْنَا نُصَيْر عَلَى صُورَةِ الْمَسِيح (أي عَمَلِيَّة “الخلاص”، كورنثوس الْأُولَى 1 : 18؛ تسالونيكي الْأُولَى 5 : 23). وَيَأْتِي التَّقْدِيس بَعْد التِّبْرِير.
فَإِنَّ اللَّهَ نَفْسَهُ هُوَ الَّذِي يبررنا وَلَيْس فَقَطْ هُوَ مَصْدَرٌ تبريرنا. “الله هُوَ الَّذِي يبرر” (رو8 : 33). هُوَ الَّذِي نَطَقَ بِالْحُكْم عَلَيْنَا كخطاة وَبِالْمِثْل هُوَ الَّذِي يَنْطِقُ بتبريرنا كمؤمنين بالمسيح. وَأَذِن تبريرنا كَامِل وموثوق بِه. لَا يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يُلْصِقَ بِنَا أَدَانَه بِالْمَرَّة. (لا يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يديننا) لَكِنْ مِنْ جَانِبِنَا نَحْن يَلْزَمُ أَنْ نُؤْمِنَ. لِأَنَّ الْمُؤْمِنِينَ فَقَط هُمْ الَّذِينَ يتبرون. بِهَذَا الْمَعْنَى نَحْنُ نَقُولُ أَنَّنَا “تبررنا بالإيمان” (رو5 : 1). أَنَّنَا فَقَط عِنْدَمَا نَخْضَع “طاعة الإيمان” لِرَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح، نَدْخُل دَائِرَة الِانْتِفَاعَ بِعَمَلِهِ. أَنَّهُ سَبَبٌ خَلَاص أَبَدِي لِجَمِيع الَّذِين يُطِيعُونَه (عب5 : 9). وَالْإِيمَان هُو الْحَلْقَةُ الَّتِي تربطنا بِه وباستحقاقات دَمُه للتبرير.
المراجع
بماذا يفكر الإنجيليون- أساسيات الإيمان المسيحي- واين جرودم ج2.
إيماني – قضايا المسيحية الكبرى- إلياس مقار.