التأمل اليومي

حياة الشركة فـي الكنيسة (٢)

نستكمل اليوم استعراض سمات حياة الشركة الحقيقية.

(٤) فـي الشركة الحقيقية نمارس الغفران: حيث لا نعري أخطاء الآخرين ونُشهِر بهم. فجميعنا نحتاج إلى الغفران لأننا جميعا يمكن أن نعثر ونسقط ونحتاج معونة الآخرين للعودة إلى المسار الصحيح من جديد (٢كو ٢: ٧).

ولا يمكن أن نفكر فـي حياة شركة صحيحة بدون وجود غفران حقيقي لأن استمرار المرارة ورغبات الانتقام هي قنابل موقوتة قادرة أن تهدم حياة الشركة (كو ٣: ١٣). ففي كل مرة يجرحك أحد ويسيئ إليك ستكون أمام خيارين لا ثالث لهما: أما تستخدم طاقتك وجهدك فـي تثوير مشاعر الانتقام أو تبدأ رحلة الغفران الصادق واضح بالطبع أنك لا يمكن أن تعيش الخيارين معًا.

(٥) الشركة الحقيقية تحتاج الوضوح والصراحة: قد يكون الأسهل أن نبقى صامتين نجتر جراحنا لكن حفاظًا على حياة شركة صحيحة علينا أن نختار الطريق الأصعب وهو معاتبة المخطئ بأسلوب مفعم بالمحبة والصدق. فـي كثير من الأحيان يظل جانب كبير من حياة الشركة فـي الكنيسة سطحيًا لأنها تتجنب مواجهة الصراعات والنزاعات، فما أن يبدو على السطح أحد الأمور أو القضايا التي تحتاج مواجهة حاسمة قبل أن تخلق مساحة من التوتر وعدم الارتياح وسط الكنيسة، حتى تبدأ -بكل الأسف والأسى- رحلة المراوغة بعيدًا عن المواجهة للاحتفاظ بإحساس زائف بالسلام. والأمر على العكس تمامًا فعندما نتعامل مع النزاع بطريقة صحيحة فإننا نقترب أكثر من بعضنا البعض. لكن علينا أن ندرك فـي المواجهة الصريحة أن الصراحة ليست مرادفة للوقاحة، وليست رخصة لقول كل ما نريد فـي أي وقت نريد وفـي أي مكان نريد لكن يبقى دائمًا هناك طريقة صحيحة ووقت مناسب لعمل كل شيء.

(٦) الشركة الحقيقية تحتاج إلى التواضع: الواقع العملي يقول أن مركزية الذات تقود إلى الكبرياء القادر على تدمير حياة الشركة. وعلى الجانب الآخر التواضع لا يعني أن تُقَلِل من شأنك. لكن ببساطة هو الإقرار بما لديك والإدراك الواعي أن مصدره هو عمل نعمة الله فـي حياتك وأن يُستخدم فقط فيما يمجد الله.

تذكر أن:

– الكلمات الطائشة تخلف جروحًا دائمة.

– تبني الكبرياء أسوارًا بين الناس بينما يبني التواضع جسورًا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى