يُطلِق الكتاب المقدس على اختبار جماعة الرب الحياة معًا «حياة الشركة». وفـي وصفها فـي الكلمة المقدسة تختلف تمامًا عن الاستخدام الحالي لهذه الكلمة «شركة» الذي أصبح قاصرًا جدًا ويكاد يجعلها مرادفة للتعارف الاجتماعي. بينما الشركة الحقيقية هي اختبار جماعة الرب الحياة معًا فـي كل أبعادها، فهي تتضمن المحبة غير الأنانية، الخدمة العملية، العطاء الباذل، التشجيع المتعاطف…إلخ. ونحو إدراك ومعيشة حياة شركة حقيقية سنكون معًا فـي جولة فـي ثلاثة تأملات -تبدأ اليوم- عن سمات هذه الشركة.
(١) الشركة الحقيقية تحتاج إلى الأصالة: فهي ليست مجرد ثرثرة كلامية لكنها معايشة قلبية حقيقية. الأمر الذي يحتاج أن نكون صادقين مع أنفسنا ومع الآخرين. فنحن نختبر الشركة الحقيقية فقط عندما نكون منفتحين بخصوص حياتنا (يع ٥: ١٦؛ ١يو ١: ٧- ٨)
(٢) الشركة الحقيقية تحتاج إلى العلاقات المتبادلة: والمقصود بالتبادلية هو فن العطاء والأخذ، الاعتماد على بعضنا البعض، تشجيع متبادل، خدمة متبادلة، إكرام متبادل (١كو ١٢: ٢٥؛ رو ١٤: ١٩). تعبيرات «بعضنا لبعض»، «الواحد للآخر» وردت أكثر من خمسين مرة فـي الكتاب المقدس.
(٣) الشركة الحقيقية تعيش التعاطف الصادق: وهو ما يعني الدخول الإرادي إلى آلام الآخرين ومشاركتهم بتفهم عميق لما يعانوه وإحساس صادق بنفس مشاعرهم. استمع معي إلى كلمات الرسول بولس إلى كنيسة كولوسي «فألبسوا كمختاري الله القديسين المحبوبين أحشاء رأفات، ولطفًا، وتواضعًا، ووداعة، وطول أناة. محتملين بعضكم بعضًا. ومسامحين بعضكم بعضًا. إن كان لأحد على أحد شكوى كما غفر لكم المسيح هكذا أنتم أيضًا» (كو : ١٢، ١٣) ما سبق هو ما ينتظره منا الرب ونحن نعيش حياة الشركة مع إخوتنا فـي الكنيسة، نحتاج أن نحمل بعضنا أثقال بعض لأننا بذلك نتمم ناموس المسيح (غل ٦: ٢).
يارب احفظني من الانشغال بجروحي الخاصة الأمر الذي يقتل تعاطفي مع الآخرين.