التأمل اليومي

المواجهة الصادقة تربة خصبة لثمر المحبة

2 صموئيل 1:12-25

من أصعب الأمور في حياتنا إيجاد التوازن الصحيح بين الصدق والمحبة في مواجهة الشر والظلم، لإدراكنا خطورة عواقب هذه المواجهة، وخصوصًا عندما تكون هذه المواجهة مع مَن هم في سلطة. ولكن هذه هي الأرضية التي فيها يقف أو يسقط، يثبت أو يتعثر، كثير من أبطال الإيمان. الله يدعونا لأشياء صعبة، والإيمان يتطلب منا أن نستجيب بـ “نعم” حتى عندما نجهل النتيجة أو العواقب. كلما ازدادت دعوة الرب لنا في صعوبتها، زاد احتياجنا في الخضوع والحساسية في التمييز لإرشاد روح الله في كل خطوة على الطريق. تأمل في هذا وأنت تفكر في قصة ناثان النبي، الذي دعاه الله لمواجهة داود (أعظم ملوك إسرائيل والرجل الذي عُرف عنه أنه “حسب قلب الله”) بجرائمه الشنعاء من زنا وقتل وخداع.

ناثان معروف لدينا من خلال ثلاثة مواقف مواجهة كلها تُخيب ظن داود، بل وكان كل موقف منهم تربة خصبة للصراع ومليئًا بالاحتمالية لنتيجة مدمرة. أول هذه المواقف كان عندما أبلغ ناثان داود بأنه لا يجب أن يبني بيتًا للرب (2 صموئيل 7). وثاني موقف عند مواجهة داود بخطيئته مع بثشبع وإبلاغه بموت الطفل (2 صموئيل 12). وأخيرًا عندما أخبر ناثان داود عن مخطط انقلاب في مملكته على يد أحد أبناء داود. (1 ملوك 1).

في الموقف الثاني، داود يجيب ناثان: “قَدْ أَخْطَأْتُ إِلَى الرَّبِّ” هذه العبارة من 4 كلمات غيرت مسار الحوار لأنها حررت ناثان أن يتحول من موقف الإدانة والمواجهة إلى تقديم النعمة وأحشاء الرأفة لداود. فنرى ناثان في موقف رابع عند ولادة بثشبع لسليمان يُخبر داود بأن الرب سمى الطفل “يديديا” والذي معناه “محبوب من الله” (2 صموئيل 25:12). من المؤكد أن هذا الخبر السار ساعد على شفاء جروح داود العميقة الناتجة عن حادثة موت الطفل الأول المولود بسبب خطيئته.

أوقات يختارنا الرب أن نساعد في شفاء نفس الأشخاص الذين سبق الله أن دعانا للتكلم بكلمات نبؤة صعبة لهم. أغلبنا يتفادى المواجهات، ولكن هل يمكن أن تكون المواجهات تربة جيدة للصوت النبوي وأرض خصبة لزرع الخبر السار عن محبة الله؟ وعندما تزرع محبة الله في هذه التربة، هل لها أن تأتي بثمر أكثر من لو لم تكن مسبوقة بألم؟ أي من خبراتك يعكس هذه الحقيقة؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى