قوانين الإيمان

أصول الإيمان – هيدلبرج 1563م

 

أصول الإيمان – هيدلبرج 1563م

لمحة تاريخية

بناء على طلب الأمير فريدرك الثالث، حاكم مقاطعة البلاتينات Palatinateفي جنوب غرب ألمانيا، وضع زكريا أورسينوس Zacharias Ursinusبالتعاون مع أشخاص آخرين قواعد التعليم المسيحي الإنجيلي. وقد قبل هذا التعليم في المقاطعة المذكورة أعلاه في سنة 1563م كمقياس للعقيدة فيها. وقد أسهم تعليم هيدلبرغ هذا في تكوين حياة الكنائس المصلحة وروحانيتها وفكرها في المجر وهولندا وألمانيا. كما أثر على الكنائس المصلحة في العالم الأمريكي الجديد. واستعمل أيضا في اسكتلندا. وقبل رسميا في الجمعية العمومية للكنائس المصلحة في الولايات المتحدة سنة 1870م. كتب في اللغة الألمانية ثم ترجم إلى لغات عدة. وكان يحفظ غيبا من قبل الراغبين في الانظمام إلى عضوية الكنيسة.

 قواعد التعليم المسيحي (كاتخيسم هيدلبرغ)1563م

يوم الرب (1)

  1. س: ما هو عزاؤك الوحيد في الحياة والممات؟

ج: انني لست لذاتي بل انتمي جسدا وروحا في الحياة والممات لمخلصي الأمين، يسوع المسيح، الذي افتدى كل خطاياي بدمه وحررني كليا من طغيان الشيطان، وانه يحميني بحيث لا تسقط شعرة من رأسي من دون مشيئة أبي السماوي، وان كل شيء يجب حقا ان يتناسب مع قصده من أجل خلاصي. لذا فانه يكفل لي الحياة الأبدية بروحه القدوس ويجعلني مريدا ومستعدا طوعا ان أحي له دوما.

  1. س: ما هي الأمور التي يجب ان تعرفها لكي تحيا وتموت في فرح هذا العزاء.

ج: ثلاثة أمور: أولا، عظم خطيتي وشقائي. ثانيا، كيفية تحريري من خطاياي ومن نتائجها البائسة. ثالثا، مقدار الامتنان الذي أدين به الله من أجل هذا الفداء.

 

القسم الأول

في تعاسة الإنسان

يوم الرب (2)

  1. س: من أين تعرف عن خطيئتك ونتائجها البائسة؟

ج: من شريعة الله.

  1. س: ماذا تتطلب شريعة الله منا؟

ج:        لقد لخص يسوع المسيح ذلك في متى 37:22-40: “تحب الرب إلهك من كل قلب ومن كل نفسك ومن كل فكرك. هذه هي الوصية الأولى والعظمى. والثانية مثلها. تحب قريبك كنفسك. بهاتين الوصيتين يتعلق الناموس كله والأنبياء”.[10]

  1. س: هل بامكانك ان تحفظ هاتين الوصيتين على وجه كامل؟

ج: كلا. لأنني ميال بالطبيعة إلى بغض الله وقريبي.

يوم الرب (3)

  1. س: عل خلق الله، إذن، الإنسان شريرا وفاسدا؟

ج: كلا، بل على العكس. لقد خلق الله الإنسان صالحا وعلى صورته، أي في برّ وقداسة حقيقيين لكي يعرف الإنسان خالقه بحق ويحبه من كل قلبه ويحيا معه في سعادة أبدية، مسبحا إياه وممجدا.

  1. س: ومن أين أتى فساد الطبيعة البشرية؟

ج: من سقوط والدينا الأولين، آدم وحواء، وعصيانهم في جنة عدن، ولذلك فسدت حياتنا البشرية وصرنا بالإثم نصور وفي حالة الخطيئة نولد.

  1. س: ولكن هل فسدنا لدرجة أننا لا نستطيع أبدا فعل الصلاح بل نميل دوما إلى الشر؟

ج: نعم، ما لم نولد من جديد بواسطة روح الله.

 

يوم الرب (4)

  1. س: أليس الله ظالما كونه يأمر الإنسان بشريعة لا يستطيع تحقيقها؟

ج: كلا. لأن الله خلق الإنسان قادرا على تحقيقها لكن الإنسان بتحريض من الشيطان عصى الله بإرادته وحرم نفسه وكل ذريته من هذه الهبات.

  1. س:  هل يسمح الله بان يمر عصيان الإنسان وتمرده دون عقاب؟

ج:  بالتأكيد لا. لأن غضبه قد أعلن على الإثم الذي ولدنا فيه وعلى خطايانا الفعلية، وسوف يعاقبها بحسب قضائه البار في الزمن والأبدية، كما أعلن: “ملعون من لا يقيم كلمات هذا الناموس ليعمل بها”

  1. س: ولكن أليس الله رحوما أيضا؟

ج:        ان الله رحوم ورؤوف بالفعل ولكنه بار أيضا، وبره يقضي بان تُعاقب الخطايا المرتكبة ضد جلاله العظيم عقابا شديدا، أي عقابا أبديا للجسد وللروح.

 

القسم الثاني

في فداء الإنسان

يوم الرب (5)

  1. س:إذا كنا استحققنا العقاب الزمني والأبدي بحسب قضاء الله البار، فكيف نتفادى العقاب ونجد نعمة لديه ونتصالح معه؟

ج:    يريد الله ان يوفي حق بره. لذا يتوجب علينا ان نفيه حقه كاملا اما بشخصنا أو بشخص آخر.

  1. س:هل نستطيع ان نفعل نحن ذلك.

ج:        مستحيل! بل على العكس لأن ديننا يزداد يوما بعد يوم.

  1. س:هل يستطيع مخلوق ما ان يؤدي ذلك عنا؟

ج: لا. أولا، لأن الله لا يريد ان يعاقب مخلوقا آخر بسبب دين الإنسان. وثانيا، لأنه ليس ثمة مخلوق يستطيع ان يحتمل نير غضب الله الأبدي على الخطيئة ليخلص الآخر منه.

  1. س: فأي نوع من الوسيط والفادي ينبغي ان نطلب؟

ج: علينا ان نسعى وراء إنسان حقيقي وبار ولكن وراء إنسان أقوى من كل المخلوقات، أي يجب ان يكون إلها في الوقت نفسه.

 

يوم الرب (6)

  1. س: لماذا ينبغي ان يكون هذا الوسيط إنسانا حقا وبارا؟

ج: لأن بر الله يقضي بأن يعوض الإنسان الخاطئ عن الخطيئة، ولكن الإنسان الخاطئ لا يستطيع ان يؤدي الحساب عن غيره.

  1. س: لماذا ينبغي ان يكون إلها حقا في الوقت نفسه؟

ج: لكي يقدر بقوة ألوهيته ان يحتمل نير غضب الله كإنسان، ويستعيد لنا الحياة ويعيد البر إلينا.

  1. س: من هو هذا الوسيط، الإله الحق والإنسان الحق والبار والكامل في الوقت ذاته؟

ج: انه ربنا يسوع المسيح، الذي أُعطي لنا مجانا من أجل الفداء والبر التامين.

  1. س: من أين تعلم هذا؟

ج: من الإنجيل المقدس الذي أوحي به الله في البدء في جنة عدن ثم أعلن بواسطة الآباء والقديسين والأنبياء ورُمز إليه بواسطة ذبائح العهد القديم وطقوسه الأخرى، وأكمل أخيراً بواسطة ابنه الحبيب.

 

يوم الرب (7)

  1. س: هل يخلص جميع البشر في المسيح كما سقط الجميع في آدم؟

ج: لا. بل يخلص فقط الذين اتحدوا به بإيمان حقيقي وقبلوا كل نعمة.

  1. س: ما هو الإيمان الحق؟

ج: ليس الإيمان الحق مجرد معرفة أكيدة أصدق على أساسها كل  ما أعلنه الله لنا في كلمته بل هو أيضا ثقة قلبية يخلقها الروح القدس  فيّ بواسطة البشارة بأن الله قد منح لي شخصيا- ليس لغيري فقط- غفران الخطايا وبرّا أبديا وخلاصا من نعمته الصرفة وذلك لأجل عمل المسيح الخلاصي فقط.

  1. س: ماذا يترتب على المسيحي ان يؤمن؟

ج: عليه ان يؤمن بكل ما وُعد به في البشارة، وخلاصة ذلك نتعلمها من مبادئ قانون إيمان الرسل المعترف به عالميا.

  1. س: ما هي هذه المبادئ؟

ج: “انا أؤمن بالله الآب الضابط الكل، خالق السماوات والأرض وبربنا يسوع المسيح، ابنه الوحيد، الذي حبل به من الروح القدس. وولد من مريم العذراء. وتألم في عهد بيلاطس البنطي. وصلب ومات وقبر، ونزل إلى الهاوية. وقام أيضا في اليوم الثالث من بين الأموات. وصعد إلى السماء، وهو جالس عن يمين الله الآب الضابط الكل. وسيأتي من هنالك ليدين الأحياء والأموات. وأؤمن بالروح القدس. وبالكنيسة المقدسة الجامعة. وبشركة القديسين. وبمغفرة الخطايا. وبقيامة الموتى. وبالحياة الأبدية. آمين.”.

يوم الرب (8)

  1. س: كيف تقسم هذه المبادئ؟

ج: تقسم إلى ثلاثة أقسام: القسم الأول يتعلق بالله الآب وبخلقنا، والثاني بالله الابن وبفدائنا، والثاني بالله الابن وبفدائنا، والثالث بالله الروح القدس وتقديسنا.

  1. س: بما ان الكائن الإلهي واحد لماذا تتكلم عن ثلاثة هم الآب والابن والروح القدس؟

ج: لأنه هكذا كشف الله ذاته في كلمته. ان الإله الحقيقي الأبدي الواحد هو في ثلاثة أشخاص (أقانيم) متمايزة.

 

الله الآب

يوم الرب (9)

  1. س: بماذا تؤمن عندما تقول: “أؤمن بالله الآب الضابط الكل، خالق السماء والأرض؟”.

ج: أؤمن بأن الآب الأزلي لربنا يسوع المسيح، الذي خلق من العدم السماء والأرض وكل ما فيهما، ويحفظهما ويسودهما بمشورته وعنايته الأبديتين، هو إلهي وأبي من أجل ابنه المسيح. أضع كل ثقتي به ولا شك لديّ بأنه يزودني بكل احتياجاتي الجسدية والروحية الضرورية. ولي ثقة أيضا بأنه يحول كل شر يلقيه عليّ في هذه الحياة المضطربة إلى خير لي لأنه قادر على ذلك، فهو الله القدير وهو مصمم على ذلك لأنه الآب الأمين.

 

يوم الرب (10)

  1. س: ماذا تعني لك “عناية الله”؟

ج: انها قدرة الله الضابطة الكل والحاضرة دوما، التي بها يمسك – كما بيده- السماء والأرض وكل المخلوقات، ويسويها بحيث ان أوراق الشجر والعشب والمطر والجفاف والسنين المثمرة والسنين القاحلة والمأكل والمشرب والعافية والمرض والغنى والفقر وكل شيء آخر تأتينا لا صدفة بل من يده الأبوية.

  1. س: ما هي منافع الاعتراف بخلق الله وعنايته؟

ج: نتعلم ان نكون صبورين في المحن وشاكرين في النعم، وان نثق بإلهنا وأبينا الأمين فيما يتعلق بالمستقبل، متأكدين أنه ليس باستطاعة أي مخلوق ان يفصلنا عن محبته لنا، لأن كل المخلوقات تخضع له كليا ولا تتحرك من دون إرادته.

 

الله الابن

يوم الرب (11)

  1. س: لماذا يدعى ابن الله “يسوع”، الذي معناه “مخلص”؟

ج: لأنه يخلصنا من خطايانا، ولأنه لا يوجد خلاص في غيره ولا ينبغي ان نطلبه من غيره.

  1. س: هل ان الذين يطلبون خلاصهم وسعادتهم من القديسين أو بواسطة جهودهم الذاتية أو بوسائط أخرى يؤمنون حقا بالمخلص الوحيد يسوع؟

ج: كلا. بل انهم ينكرون يسوع بأفعال كهذه المخلص والفادي الوحيد، وان تفاخروا بالانتماء إليه. فأما ان يسوع ليس مخلصا كافيا أو ان الذين يقبلون هذا الفادي بإيمان حقيقي يمتلكون به كل ما هو ضروري لخلاصهم.

يوم الرب (12)

  1. س: لماذا يدعى “المسيح”؟

ج: لأنه معين من الله الآب وممسوح بالروح القدس ليكون نبينا العلي ومعلمنا، الذي يكشف لنا قصد الله السري ومشيئته بالنسبة لخلاصنا. وليكون كاهننا العلي الأوحد، إذ فدانا بذبيحة جسده الواحدة ويشفع بنا لدى الآب. وليكون ملكنا الأبدي، يحكمنا بكلمته وبروحه، ويدافع عنا ويحافظ علينا في الخلاص الذي اكتسبه لنا.

 

  1. س: ولماذا تدعى أنت “مسيحيا”؟  

ج: لأنني بالإيمان اشترك في المسيح، وهكذا اشترك في كونه ممسوحا لكي اعترف باسمه وأقدم نفسي ذبيحة حمد حيه له، وأحارب الخطيئة والشيطان بضمير حر وصالح كل أيام حياتي، واملك معه فيما بعد على كل مخلوقاته إلى الأبد.

يوم الرب (13)

  1. س: لماذا يدعى “ابن الله الوحيد”؟ ألسنا نحن أيضا أبناء الله؟

ج: لأن المسيح وحده هو الابن الأزلي للآب بينما نحن نقبل كأولاد الله من أجله وبالنعمة.

  1. س: لماذا تدعوه “ربنا”؟

ج: لأنه افتدانا جسدا ونفسا من الخطيئة وعبودية الشيطان واشترينا لذاته لا بذهب وفضة بل بدمه.

يوم الرب (14)

  1. س: ما معنى “حبل به من الروح القدس وولد من مريم العذراء”؟

ج: ان الابن الأزلي للآب، الذي هو إله حق وأزلي ويبقى كذلك، اتخذ لنفسه طبيعتنا البشرية من لحم العذراء مريم ودمها بفعل الروح القدس لكي يكون حقا من نسل داود مثل إخوته البشر في كل شيء ما عدا الخطيئة.

  1. س: أي نفع تناله من الحبل المقدس وولادة المسيح؟

ج: يؤكدان لي أنه وسيطنا، وأنه في نظر الله يستر بفضل برائته وقداسته الكاملة الإثم الذي فيه ولدت.

 

يوم الرب (15)

  1. س: ماذا تفهم بكلمة “تألم”؟

ج: انه احتمل في جسده ونفسه طوال حياته على الأرض وخاصة في نهايتها غضب الله على خطيئة الجنس البشري كله، لكي يفتدي بآلامه، كذبيحة تكفير، أجسادنا وأرواحنا من الهلاك الأبدي ويحصل لنا على نعمة الله وبره والحياة الأبدية.

  1. س: لماذا تألم “في عهد بيلاطس البنطي” وهو بمركز قاض يحاكمه؟

ج: لكي يدان وهو البريء من قاض بشري فيحررنا بذلك من دينونة الله التي نستحقها بكل قساوتها.

 

  1. س: هل ثمة معنى خاص لكونه مات مصلوبا عوضا عن أي ميتة أخرى؟

ج: نعم. لأنه بذلك يؤكد لي انه أخذ لعنتي عليه لأن موت الصليب ملعون من الله.

 

يوم الرب (16)

  1. س: لماذا وجب ان يعاني “الموت”؟

ج: لأن بر الله وحقه يقضيان بموت ابن الله إذ أن خطايانا لا تُزال الا هكذا.

  1. س: لماذا دفن؟

ج: للتأكيد على حقيقة موته.

  1. س: بما ان المسيح مات لأجلنا فلماذا يجب ان نموت نحن أيضا؟

ج: ان موتنا ليس لإزالة الخطيئة بل موت للخطيئة ودخول إلى الحياة الأبدية.

  1. س: ماذا نستفيد أيضا من ذبيحة المسيح وموته على الصليب؟

ج: بقوته تصلب ذاتنا القديمة وتدفن معه لكي لا تعود شهواتنا الشريرة تملك علينا فيما بعد، بل نقدم أنفسنا له ذبائح حمد.

  1. س: لماذا نقول أيضا “ونزل إلى الهاوية”؟

ج: لكي أتيقن في اشد المحن ان المسيح خلصني من مخاوفي وعذاباتي الجهنمية بما احتمل في الروح من كرب وآلام وأحوال لا توصف وذلك قبل الصلب وبعده.

 

يوم الرب (17)

  1. س: ماذا ننتفع من “قيامة” المسيح؟

ج: أولا، بقيامته قهر الموت لكي يجعلنا شركاء في البر الذي استحصله لنا بموته. وثانيا، نحن أيضا نقام بقوته إلى حياة جديدة. وثالثا ان قيامة المسيح عربون أكيد لقيامتنا المجيدة.

يوم الرب (18)

  1. س: كيف تفهم القول: “وصعد إلى السماء”؟

ج: ان يسوع ارتفع من الأرض إلى السماء وتلاميذه يشخصون إليه، ويبقى هناك لأجلنا إلى ان يأتي أيضا بمجد عظيم ليدين الأحياء والأموات.

  1. س: أليس المسيح معنا حتى انقضاء الدهر، كما وعدنا؟

ج: المسيح إنسان حق وإله حق. فهو كإنسان ليس على الأرض الآن ولكن في ألوهيته وجلاله ونعمته وروحه لا يغيب عنا أبدا.

  1. س: ولكن الا تكون الطبيعتان في المسيح منفصلتين الواحدة عن الأخرى إذا كانت طبيعته    البشرية لا توجد حيث توجد ألوهيته؟

ج: أبدا. لأنه بما ان الألوهية لا تُدرك وهي في كل مكان حاضرة، فيتبع ان الألوهية تتخطى بالفعل حدود الطبيعة البشرية التي اتخذهان ولكنها مع ذلك تبقى دائما فيها وتستمر مرتبطة بها ارتباطا شخصيا.

  1. س: ماذا نستفيد من صعود المسيح إلى السماء؟

ج: أولا، أنه شفيعنا لدى الآب في السماء. ثانيا، كون إنسانيتنا في السماء هو وعد أكيد بان المسيح، رأسنا، سيأخذنا نحن أعضاءه أيضا إلى ذاته. ثالثا، أنه يرسل لنا روحه القدوس كتأكيد آخر لنسعى بقوته إلى ما هو فوق حيث المسيح جالس عن يمين الله، وليس إلى الأشياء الأرضية.

يوم الرب (19)

  1. س: لماذا يقال أيضا “وهو جالس عن يمين الله”؟

ج: لأن المسيح صعد إلى السماء لكي يظهر ذاته كرأس لكنيسته، وبواسطته يدبر الله كل الأشياء.

  1. س: أي منفعة لنا من مجد المسيح، رأسنا، في هذا الامر؟

ج: أولا، يغدق علينا، نحن أعضاءه، بعطاياه بواسطة الروح القدس. وثانيا، يحمينا ويؤيدنا بقوته في مواجهة كل أعدائنا.

  1. س: ما العزاء الذي لك من مجيء المسيح “ليدين الأحياء والأموات”؟

ج: عزائي في ذلك أنني اقدر ان انتظر مرفوع الرأس في وسط كل الصعوبات والمحن القاضي السماوي ذاته الذي قد اخضع ذاته لدينونة الله من أجلي ونزع اللعنة عنين وانه سيلقي بكل أعدائه وأعدائي إلى الهلاك الأبدي ولكنه يأخذني مع كل مختاريه لنفسه إلى فرح ومجد سماويين.

 

الروح القدس

يوم الرب (20)

  1. س: ماذا تعتقد بالنسبة للروح القدس؟

ج: أولا، انه مع الآب والابن إله متساو في الأزلية. ثانيا، ان روح الله قد أُعطي لي أيضا ليعدّني للاشتراك في المسيح وكل نعمة وليعزيني ويبقى معي دائما.

يوم الرب (21)

  1. س: ماذا تعتقد بالنسبة “للكنيسة المقدسة الجامعة”؟

ج: أؤمن انه منذ بداية العالم وحتى نهايته ومن أبناء كل الجنس البشري يجمع ابن الله لنفسه بروحه وبكلمته في وحدة الإيمان الحق جماعة مختارة للحياة الأبدية ويحميها ويحافظ عليها. وأؤمن أيضا انني عضو حي في هذه الجماعة وسأبقى كذلك إلى الأبد.

  1. س: ماذا تفهم “بشركة القديسين”؟

ج: أولا، ان كل المؤمنين كمشتركين في الرب المسيح وفي كل كنوزه وهباته يكونون شركة واحدة. ثانيا، على كل واحد ان يعلم انه ينبغي ان يستعمل مواهبه بحرية وبفرح لمنفعة الأعضاء الآخرين ولسعادتهم.

  1. س: ماذا تعتقد بشان “مغفرة الخطايا”؟

ج: ان الله لن يذكر خطاياي بعد أو الإثم الذي عليّ ان أتصارع معه كل حياتي وذلك من اجل عمل المسيح في المصالحة، ولكن نعمة منه سيحسب لي بر المسيح حتى لا آتي إلى الدينونة.

يوم الرب (22)

  1. س: ما هو العزاء الذي لك في “قيامه الموتى”؟

ج: بعد انتهاء هذه الحياة تؤخذ نفسي مباشرة إلى المسيح، رأسها، ويتحد جسدي المقام بقوة المسيح مع نفسي ليشاكل جسد المسيح الممجد.

  1. س: ما العزاء في “الحياة الأبدية”؟

ج: بما أنني أشعر الآن في قلبي ببداية الفرح الأبدي ستكون لي بعد هذه الحياة السعادة الكاملة ما لم تر عين ولم تسمع أذن و ولم يخطر على بال إنسان، وسأسبح الله إلى الأبد.

 

يوم الرب (23)

  1. س: ما الفائدة من الإيمان بكل هذه الأمور؟

ج: في المسيح قد صرت مبررا امام الله ووارثا للحياة الأبدية.

  1. س: كيف أنت مبرر أمام الله؟

ج: فقط بالإيمان الحقيقي بيسوع المسيح. فبالرغم من ان ضميري يتهمني بأني أخطأت كثيرا وناقضت كل وصايا الله ولم أحفظها وأني مازلت ميالا للشر، فان الله من نعمته الخالصة وبدون أي استحقاق من جهتي يمنحني ثمار كفارة المسيح الكاملة ناسبا إليّ بره وقداسته، حاسبا أنني لم اقترف خطيئة واحدة أو لم أكن في الخطيئة وكأني أتممت الطاعة التي أطاعها المسيح من اجلي. كل ذلك لي ان قبلت فقط هذه النعمة بقلب واثق.

  1. س: لماذا تقول بأنك مبرر بالإيمان وحده؟

ج: ليس لأنني أنال قبول الله بجدارة إيماني بل لان تكفير المسيح وبره وقداسته هي تبريري امام الله، ولأنني لا أستطيع قبول هذا ونيله الا بالإيمان وحده.

 

يوم الرب (24)

  1. س: ولكن لماذا لا تكون أعمالنا الصالحة- أو بعض منها على الأقل- تبررنا أمام الله؟

ج: لأن البر الذي يستطيع ان يقف امام دينونة الله يجب ان يكون كاملا تماما ومتطابقا كليا مع الشريعة الإلهية. ولكن أفضل أعمالنا في هذه الحياة هي ناقصة وملوثة بالخطيئة.

  1. 63. س: الا تستحق أعمالنا الصالحة شيئا على الإطلاق، حتى وان كان قصد الله ان يكافئها في     هذه الحياة وفي الحياة القادمة أيضا؟

ج: لا تُعطى المكافأة بسبب استحقاق بل بالنعمة.

  1. س: الا يصير بعض الناس غير مبالين وخطاة بسبب هذا التعليم؟

ج: كلا. لأنه من المستحيل الا يثمر ثمار الامتنان والشكر أولئك الذين اتحدوا بالمسيح بالإيمان الحقيقي.

 

الأسرار المقدسة

يوم الرب )25)

  1. س: إذا كان الإيمان وحده يجعلنا شركاء في المسيح وكل ثماره فكيف يحدث هذا الإيمان؟

ج: يخلقه الروح القدس في قلوبنا بواسطة التبشير بالإنجيل المقدس ويثبته فينا بواسطة الأسرار المقدسة؟

  1. س: ما هي الأسرار؟

ج: الأسرار علامات ظاهرة مقدسة وأختام مؤسسة من الله يكشف لنا الله فيها بطريقة أكمل وعده في الإنجيل ويختمه في قلوبنا، أي انه يمنحنا غفران الخطايا والحياة الأبدية بسبب ذبيحة المسيح الواحدة التي قدمها على الصليب.

  1. س: هل الكلمة والأسرار كلاهما يهدفان إلى توجيه إيماننا إلى الذبيحة الواحدة ليسوع المسيح على الصليب كسبب خلاصنا الوحيد؟

ج: نعم بالفعل، لأن الروح القدس يعلمنا في الإنجيل ويؤكد لنا بالأسرار المقدسة بأن خلاصنا كله متأصل في الذبيحة الواحدة للمسيح التي قدمها على الصليب.

  1. س: ما هي الأسرار التي أسسها المسيح في العهد الجديد؟

ج: اثنان: المعمودية المقدسة والعشاء المقدس.

 

المعمودية المقدسة

يوم الرب (26)

  1. س: كيف تذكر المعمودية المقدسة وتؤكد لك بأن ذبيحة المسيح الواحدة على الصليب  تعود إليك بالفائدة؟

ج: بهذا: لقد أسس المسيح هذا الغسل الخارجي بالماء ووعد به أنني بالتأكيد أغسل بدمه وبروجه من قذارة نفسي وكل خطاياي كما أغسل خارجيا بالماء الذي يزيل الأوساخ عن     جسمي.

  1. س: ما معنى الاغتسال بدم المسيح وروحه؟

ج: الاغتسال هذا يعني غفران الخطايا من الله بواسطة النعمة ومن اجل دم المسيح المسفوك عنا في تضحيته على الصليب، وأيضا التجديد بالروح القدس وتقديسنا كأعضاء في المسيح لكي نموت للخطية أكثر فأكثر ونحيا حياة مكرسة وبلا لوم.

  1. س: أين وعد المسيح بأننا نُغسل أكيدا بدمه وبروحه كما نغسل بماء المعمودية؟

ج: كان ذلك في تأسيسه سر المعمودية حين قال: “فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس”[11]. “من آمن واعتمد خلص. ومن لم يؤمن يدن”[12]. ويعاد هذا الوعد في الأمكنة التي يتحدث فيها الكتاب المقدس عن المعمودية بأنها “غسل الميلاد الثاني”[13]وغسل الخطايا.

يوم الرب (27)

  1. س   : هل الاغتسال الخارجي بالماء وحده كاف لغسل الخطايا؟

ج   : كلا، لأن دم يسوع المسيح والروح القدس وحدهما يطهران من كل خطية.

  1. س : لماذا يدعو الروح القدس، اذن، المعمودية “غسل الميلاد الثاني” وغسل الخطايا؟

ج  : لا يتكلم الله هكذا الا لسبب مهم. فانه لا يعلمنا بالمعمودية بأن خطايانا تزال بدم المسيح وروحه كما تنظف أوساخ أجسادنا بالماء فحسب، بل أهم من ذلك يؤكد لنا بهذا الوعد        الإلهي وبهذه العلامة بأننا فعلا نغسل من خطايانا روحيا كما تغسل أجسادنا بالماء.

  1. س : هل يصح تعميد الأطفال؟

ج  : نعم. لأنهم مع والديهم مشمولون بالعهد ومنتمون إلى شعب الله. وبما ان الخلاص من الخطيئة بدم المسيح وبعطية الإيمان من الروح القدس وعد للأطفال كما لوالديهم، يتوجب ان يدخلوا بالمعمودية- كونها علامة العهد- إلى الكنيسة المسيحية ويميزوا عن أولاد غير المؤمنين. لقد تم ذلك في العهد القديم بواسطة الختان، اما في العهد الجديد فقد حلت المعمودية محل الختان.

 

العشاء المقدس

يوم الرب (28)

  1. س : كيف تُذّكر ويؤكد لك في العشاء المقدس بأنك تشترك في ذبيحة المسيح الواحد على الصليب وبكل فوائده؟

ج  : بهذا: لقد أوصاني المسيح وأوصى كل المؤمنين ان يأكلوا من الخبز المكسور وان يشربوا من الكأس لذكره. وبذلك وعد بان جسده قدم وكسر على الصليب من أجلي، وان دمه سفك من اجلي، وان ذلك يتأكد لي تماما كما يتأكد لعيني بأن خبز الرب يكسر لي والكأس تُعطى لي. وأيضا قد وعد بأنه يطعم نفسي ويغذيها للحياة الأبدية بجسده المصلوب ودمه المسفوك بالتأكيد ذاته الذي به أتناول من يد خادم الله وأذوق الخبز وكأس الرب الممنوحين لي علامات أكيدة لجسد المسيح ودمه.

  1. س: ماذا يعني أكل جسد المسيح المصلوب وشرب دمه المسفوك؟

ج: يعني القبول بقلب واثق بكل آلام المسيح وموته وبذلك الحصول على مغفرة الخطايا والحياة الأبدية، ولكنه يعني أكثر من ذلك أيضا، فهو اتحاد أكثر فأكثر بجسده المبارك بالروح القدس الساكن في المسيح وفينا، وذلك بالرغم من كونه في السماء ونحن على الأرض، فاننا لحم من لحمه وعظم من عظامه، ونحيا دوما ونساس أبدا بالروح الواحد كما تساس أعضاء أجسادنا بنفس واحدة.

  1. س: أين وعد المسيح انه يُطعم ويُغذي المؤمنين بجسده ودمه تماما كما يأكلون من الخبز المكسور ويشربون من الكأس؟

ج: نجد ذلك في كلمات تأسيس العشاء المقدس: “ان الرب يسوع في الليلة التي أسلم فيها أخذ خبزا وشكر فكسر وقال خذوا كلوا خذا هو جسدي المكسور لأجلكم. اصنعوا لذكري.          كذلك الكأس أيضا بعدما تعشوا قائلا هذه الكأس هي العهد الجديد بدمي. اصنعوا هذا كلما شربتم لذكري. فإنكم كلما أكلتم هذا الخبز وشربتم هذا الكأس تخبرون بموت الرب إلى ان  يجيء”[14].

وقد ردد بولس الرسول القول ذاته حين قال: “كاس البركة التي نباركها أليست هي شركة دم المسيح. الخبز الذي نكسره أليس هو شركة جسد المسيح. فاننا نحن الكثيرين خبز واحد         جسد واحد لأننا جميعنا نشترك في الخبز الواحد”[15].

 

يوم الرب (29)

  1. س: هل يصير الخبز والخمر حقا جسد المسيح ودمه ذاتهما؟

ج: لا. فكما ان الماء في المعمودية لا يتحول إلى دم المسيح ولا يغسل الخطايا بحد ذاته وإنما هو علامة إلهية وتأكيد لذلك، كذلك في العشاء الرباني لا يصير الخبز المقدس جسد      المسيح ذاته، مع انه بحسب طبيعة الأسرار واستعمالها يُسمى “جسد المسيح”.

  1. س: فلماذا يسمي المسيح الخبز جسده والكأس دمه أو العهد الجديد بدمه، ولماذا يسمي  الرسول بولس العشاء وسيلة شركة في جسد المسيح ودمه؟

ج: لا يتكلم المسيح هكذا الا لسبب مهم. يود ان يعلّمنا بذلك بان جسده المصلوب ودمه المسفوك هما مأكل نفوسنا ومشربهما للحياة الأبدية تماما كما ان الخبز والخمر يغذياننا في      هذه الحياة. بل وأكثر من ذلك: يريد ان يؤكد لنا بهذه العلامة وهذا العربون المرئيين بأننا نشترك حقا في جسده ودمه بواسطة عمل الروح القدس بالتأكيد ذاته الذي لنا في تناول أفواهنا هذه العلامات لذكره، وان آلامه كلها وموته هما لنا وكأننا نحن الذين تألمنا وقدمنا كفارة في ذواتنا.

يوم الرب (30)

  1. س: ما الفرق بين العشاء الرباني والقداس البابوي؟[16]

ج: يشهد لنا العشاء الرباني بأننا نلنا المغفرة التامة لكل خطايانا بواسطة ذبيحة يسوع المسيح الواحدة، التي قدمها بذاته على الصليب مرة واحدة. (واننا نتحد بواسطة الروح القدس        بالمسيح الموجود جسديا في السماء والجالس عن يمين الآب والمسجود له هناك). ولكن القداس يعلّم بأن الأحياء والأموات لا ينالون غفران الخطايا بواسطة آلام المسيح ما لم         يُقدم المسيح أيضا على المذبح يوميا على يد الكاهن (وان المسيح حاضر جسديا تحت  شكلي الخبز والخمر، لذا ينبغي السجود له فيهما). لذلك فان القداس في أساسه نكران تام لذبيحة يسوع المسيح الوحيدة النهائية ولآلامه. (وهو بحد ذاته عبادة أوثان تستحق الإدانة).

  1. س: من يجب ان يتقدم إلى مائدة الرب؟

ج: جميع المستائين من أنفسهم بسبب الخطيئة والواثقين مع ذلك بان خطياهم قد غُفرت وان ضعفهم المتبقي يُستر بآلام المسيح وموته والراغبين ان يقووا إيمانهم أكثر ويصلحوا         حياتهم. ولكن المرائين وغير التائبين يأكلون ويشربون دينونة لنفهم.

  1. س  : هل يجوز قبول الذين يظهرون أنفسهم غير مؤمنين ومعادين الله في المعتقد والحياة إلى هذا العشاء؟

ج   : كلا. لأننا بذلك ندنس عهد الله ونثير غضبه على كل الجماعة. ويجب على الكنيسة المسيحية بحسب فريضة المسيح ورسله وبوظيفة المفاتيح ان تُقصي أمثال هؤلاء إلى ان       يصلحوا حياتهم.

 

يوم الرب(31)

  1. س: ما هي وظيفة المفاتيح؟

ج: انها مسؤولية الكرازة بالإنجيل المقدس والتأديب المسيحي. بهذه الوسيلتين يُفتح ملكوت السماوات للمؤمنين ويغلق أمام غير المؤمنين.

  1. س: كيف يفتح ويغلق الملكوت السماوي بالكرازة بالإنجيل المقدس؟

ج: يفتح الملكوت السماوي عندما يُعلن ويُشهد جهرا للمؤمنين افرادا وجماعة بحسب وصية المسيح أنهم ينالون غفران الخطايا من الله عندما يقبلون وعد الإنجيل بإيمان حقيقي لأجل عمل المسيح المجاني. ومن جهة أخرى يصيب غضب الله والدينونة الأبدية كل المرائين وغير المؤمنين طالما انهم لم يتوبوا. فان الله، بحسب شهادة الإنجيل، يدين هؤلاء وأولئك في هذه الحياة وفي الدهر الآتي.

  1. ج: لقد أوصى المسيح بان تعطى نصائح أخوية لجميع الذين يسمون أنفسهم مسيحيين ثم      يتصرفون بما ينافي هذه التسمية. فإذا لم يتخذوا من أخطائهم أو طرقهم الشريرة يجب اعلام الكنيسة أو المعنيين فيها عن هذه الأمور. وإذا لم يتغيروا بعد هذا التحذير يمنعون من الاشتراك في الأسرار المقدسة ويُفصلون عن شركة الكنيسة ويفصلهم الله نفسه من ملكوت المسيح. ولكن إذا وعدوا بتغيير طرقهم واظهروا ذلك يعاد قبولهم أعضاء في المسيح وفي كنيسته.

 

يوم الرب (32)

  1. س: بما اننا مخلصون من الخطيئة وعواقبها البائسة بالنعمة بواسطة المسيح ودون أي استحقاق من جهتنا لماذا يتوجب علينا فعل أعمال صالحة؟

ج: لأنه كما ان المسيح يخلصنا بدمه فهو يجددنا بروحه القدوس بحسب صورته حتى نظهر أنفسنا شاكرين الله بكل حياتنا من أجل صلاحه فيمجد بواسطتنا. وأيضا حتى نتأكد نحن من إيماننا بواسطة ثماره ونربح قريبنا للمسيح بمسلكنا التقوي.

 

  1. س: هل يستطيع ان يخلص الذين لا يتحولون إلى الله من حياتهم الجاحدة المعاندة؟

ج: بالتأكيد لا. يقول الكتاب: “أم لستم تعلمون ان الظالمين لا يرثون ملكوت الله. لا تضلوا. لا زناة ولا عبادة أوثان ولا فاسقون ولا مأبونون ولا ومضاجعو ذكور ولا سارقون ولا طماعون ولا سكيرون ولا شتامون ولا خاطفون يرثون ملكوت الله.”[17]

يوم الرب (33)

  1. س: ماذا تستلزم التوبة الحقيقية أو اهتداء الإنسان؟

ج: شيئين اثنين: موت الإنسان القديم وولادة الإنسان الجديد.

  1. س: ما هو موت الإنسان القديم؟

ج: الندامة الحقيقية على خطايانا وبغضها أكثر فأكثر والهرب منها.

  1. س: ما هي ولادة الإنسان الجديد؟

ج: الفرح التام في الله بالمسيح والرغبة القوية في العيش بحسب مشيئة الله في كل الأعمال الصالحة.

  1. س: وما هي الأعمال الصالحة؟

ج: هي الأعمال التي تصدر عن الإيمان الحقيقي بحسب شريعة الله ولجل مجده فقط وليس  الأعمال المعتمدة على ما نظمه صالحا أو ما تقول به التقاليد البشرية.

يوم الرب (34)

  1. س: هي شريعة الله؟

ج: “تكلم الله بجميع هذه الكلمات قائلا:

الوصية الأولى:

“انا الرب إلهك الذي أخرجك من أرض مصر من بيت العبودية. لا يكن لك آلهة أخرى أمامي”.

الوصية الثاني:

“لا تصنع لك تمثالا منحوتا ولا صورة ما مما في السماء من فوق وما في الأرض من تحت وما في الماء ومن تحت الأرض. لا تسجد لهن ولا تعبدهن. لأني أنا الرب إلهك إله غيور افتقد ذنوب الآباء في الأبناء في الجيل الثالث والرابع من مبغضي. واصنع إحسانا إلى ألوف من محبي وحافظي وصاياي”.

الوصية الثالثة

“لا تنطق باسم الرب إلهك باطلا. لان الرب لا يبرئ من نطق باسمه باطلا”.

الوصية الرابعة:

“اذكر يوم السبت لتقدسه. ستة أيام تعمل وتصنع جميع أعمالك. واما اليوم السابع ففيه سبت للرب إلهك. لا تصنع عملا ما أنت وابنك وابنتك وعبدك وأمتك وبهيمتك ونزيلك الذي دخل أبوابك. لأن في ستة أيام صنع الرب السماء والأرض والبحر وكل ما فيها. واستراح في اليوم السابع. لذلك بارك الرب يوم السبت وقدسه”.

الوصية الخامسة:

“أكرم أباك وأمك لكي تطول أيامك على الأرض التي يعطيك الرب إلهك”.

الوصية السادسة:

“لا تقتل”.

الوصية السابعة:

“لا تزني”

الوصية الثامنة

“لا تسرق”

الوصية التاسعة:

“لا تشهد على قريبك شهادة زور”.

الوصية العاشرة:

“لا تشته بيت قريبك. لا تشته امرأة قريبك ولا عبده ولا أمته ولا ثوره ولا حماره ولا شيء مما لقريبك”[18]

  1. س: كيف تقسم هذه الوصايا؟

ج: تقسّم إلى لوحين: الأول يعلمنا في أربع وصايا كيف ينبغي ان نحيا تجاه الله، والثاني يعلمنا في ست وصايا عن علاقتنا بالقريب.

  1. س: ماذا يطلب الرب في الوصية الأولى؟

ج: ان أتجنب كل عبادة أوثان وشعوذة وسحر ودعاء للقديسين أو لمخلوقات أخرى لئلا افقد الخلاص. نعم، يجب ان اعترف باله واحد فقط. وان أثق به وحده وأترجى منه وحده بكل اتضاع وصبر كل صلاح، وان أحبه وأخافه وأجله من كل قلبي. باختصار، انه أفضل لي ان أتحول عن كل المخلوقات وأتخلى عنها من ان أسيء أقل إساءة إلى مشيئته.

  1. س: ما هي عبادة الأوثان؟

ج: ان أتصور أو امتلك شيئا أضع فيه كل ثقتي وعليه كل اتكالي بدل الإله الحق الواحد الذي كشف ذاته في كلمته.

يوم الرب (35)

  1. س: ماذا يطلب الرب في الوصية الثانية؟

ج: ان لا نمثله أو نعبده بغير ما أوصانا به في كلمته.

  1. س: ألا يجوز البته ان نصنع صورا؟

ج: لا يمكن ولا يجوز ان نصور الله بأية طريقة. اما بالنسبة للمخلوقات فبالرغم من انه يجوز تصويرها فان الله يحرم ان نصورها أو نصنع مثالا لها لكي نعبدها أو نستعمله في عبادته.

  1. س: الا يجوز ان نسمح بالصور في الكنيسة بدل الكتب وذلك من اجل الشعب الأمي؟

ج: كلا، لأنه لا يجوز ان نحاول التطاول على حكمة الله، الذي لا يريد ان يُعلم شعبه بواسطة أوثان مائته وإنما بواسطة التبشير الحي بكلمته.

يوم الرب (36)

  1. س: ما المطلوب في الوصية الثالثة؟

ج: ان لا ندنس أو نسيء استعمال اسم الله بالشتم أو بالتزوير أو بالقسم غير الضروري. ولا يجوز أيضا ان نشترك في خطايا مشينة كهذه بالسكوت عنها وبالتالي قبولها. باختصار، يجب ان نستعمل اسم الله المقدس دوما بمخافة ووقار فيكون ذلك للاعتراف به والدعاء إليه ليتمجد في كل أقوالنا وأعمالنا.

  1. س: هل التجديف باسم الله بالشتم أو الحلف خطيئة عظيمة لدرجة ان الله يغضب من الذين    لا يحاولون منعها بقدر الامكان؟

ج: بالطبع لأنه ليس هناك خطيئة أعظم وليس هناك أمر يغيظ الله أكثر من تدنيس اسمه. لذا فقد أوصى بأن تُعاقب بالموت.

يوم الرب (37)

  1. س: ولكن الا يجوز ان نحلف باسم الله بطريقة خشوعية؟

ج: بلى. وذلك حين تطلب السلطات المدنية ذلك من المواطنين، أو حين يستوجب ذلك الحفاظ على الولاء والحقيقة ودعمهما لمجد الله ومنفعة القريب. فهذا النوع من الحلف مرتكز على كلمة الله في العهدين القديم والجديد.

  1. س: أيجوز ان نحلف بالقديسين أو بمخلوقات أخرى؟

ج: كلا. لأن الحلف المشروع دعاء الله، فاحص القلوب الوحيد، لكي يشهد للحق وليعاقبني إذا حلفت باطلا. ليس هناك مخلوق يستحق شرفا كهذا.

يوم الرب (38)

  1. س: ماذا يطلب الرب في الوصية الرابعة؟

ج: أولا، ان يُحافظ على خدمة الإنجيل والتعليم المسيحي، وان احضر إلى الكنيسة بنشاط وخصوصا في يوم الرب لسماع كلمة الله وللاشتراك بالأسرار المقدسة وللدعاء إلى الله ولتأدية الخدمة المسيحية لكل المحتاجين إليها. وثانيا، ان امتنع عن الأعمال الشريرة كل أيام حياتي وأترك الرب يعمل فيّ بواسطة روحه، وهكذا يبتدئ السبت الأبدي في هذه الحياة.

يوم الرب (39)

  1. س: ماذا يطلب الرب في الوصية الخامسة؟

ج: ان أكرم وأحب أبي وأمي وأخلص لهما ولكل ذي سلطة عليّ، وان أخضع نفسي بطاعة وقدرة لتعليمهم وتأديبهم، وأيضا ان أتحمل ضعفهم بصبر لأنها مشيئة الله ان نحكم بواسطتهم.

يوم الرب (40)

  1. س: ماذا يطلب الرب في الوصية السادسة؟

ج: ان لا استغل أو امقت أو أضر أو اقتل قريبي اما بالفكر أو بالقول أو الإشارة وطبعا ليس بالفعل، سواء كان ذلك بواستطي أو بواسطة غيري، بل ان أضع جانبا كل رغبة في الانتقام. وان لا أؤذي نفسي أو أعرّض نفسي للخطر قصدا. لهذا السبب هناك لدى السلطات وسائل لمنع الجريمة.

  1. س: هل تتحدث هذه الوصية عن القتل فقط؟

ج: ان الله في تحريمه للقتل يريد ان يعلمنا انه يمقت أسباب القتل من حسد وبغض وغضب وحب الانتقام، وانه يعتبر كل هذه جرائم مستترة.

  1. س: هل يكفي إذن ان نقتل قريبنا بهذه الطرق؟

ج: كلا. فانه عندما يرذل الله الحسد والحقد والغضب يطلب منا ان نحب قريبنا كأنفسنا، وان نكون صبورين ومسالمين وودعاء ورحومين وودودين تجاهه، وان نقيه من الضرر بقدر استطاعتنا، وان نصنع الخير لأعدائنا أيضا.

يوم الرب (41)

  1. س: ماذا تعلمنا الوصية السابعة؟

ج: ان كل نوع من عدم العفة مرفوض من الله، ويجب ان نمقته من القلب وان نحيا بعفة وحياة مؤدبة، سواء أكان ذلك في الزواج أو البتولية.

  1. س: هل يحرم الله غير الزنى والخطايا في هذه الوصية؟

ج: انها مشيئة الله ان نحفظ أجسادنا وأرواحنا في طهارة وقداسة بما انها هيكل للروح القدس. لذا فانه يحرم كل الأعمال والتصرفات والكلمات والأفكار والرغبات الخالية من العفة وكل ما يثير الآخرين إليها.

 

يوم الرب (42)

  1. س: ماذا يحرم الله في الوصية الثامنة؟

ج: يحرم السرقة التي تعاقبها السلطات المدنية، وأيضا كل الوسائل الأثيمة والمخططات الدنيئة التي بها نحاول ان نستولي على ما لقريبنا، سواء أكان ذلك بالقوة أم بالتذرع بالحق مثل الغش في الوزن والكيل والتجارة والخدعة في الدعاية وتزييف النقود والربا الباهظ أو أي وسيلة أخرى محرمة من الله. وهو يحرم كل طمع وسوء استعمال لعطاياه.

  1. س: وماذا يطلب الله منك في هذه الوصية؟

ج: ان أعمل لخير قريبي حيث أستطيع، وان أعامله كما أريد من غيري ان يعاملني، وان أقوم بعملي على أحسن وجه حتى اقدر ان أساعد الفقراء في احتياجاتهم.

يوم الرب (43)

  1. س: ما المطلوب في الوصية التاسعة؟

ج: ان لا اشهد زورا ضد أحد، ولا أحور كلماته، ولا أثرثر أو افتري على احد، ولا أدين احد متسرعا دون الإصغاء إليه، بل يطلب مني ان أتجنب تحت طائلة غضب الله كل كذب واحتيال كأعمال شيطانية. فينبغي ان أحب الحقيقة في المسائل القضائية وكل المسائل الأخرى وان أقول الحقيقة واعترف بها بإخلاص. وعليّ بقدر استطاعتي ان ادافع عن سمعة قريبي وأتفانى في سبيلها.

يوم الرب (44)

  1. س: ما المطلوب في الوصية العاشرة؟

ج: ان لا ندخل إلى قلوبنا أي ميل أو تفكير مناف لوصية الله، بل ان نمقت الخطيئة دائما بكل قلبنا ونلقى الاكتفاء والفرح في كل بر.

  1. س: هل يستطع المهتدون ان يحفظوا هذه الوصايا تماما؟

ج: كلا، لأن أعظمهم قداسة يبقى مبتدئا في الطاعة في هذه الحياة. ومع ذلك فانهم يبتدئون بقصد جاد ليطبقوا كل وصايا الله لا بعضا منها فقط.

  1. س:  لماذا يصر الله على هذه الوصايا العشر بصرامة مع العلم ان أحدا لا يستطيع حفظها    كاملة في هذه الحياة؟

ج: أولا، لكي نعي خطيتنا طوال حياتنا، فنسعى تائقين لغفران الخطايا وللبر في المسيح. ثانيا، لكي نصلي لله بنشاط وثبات من اجل نعمة الروح القدس، فنتجدد أكثر فأكثر في صورة الله إلى ان نبلغ هدف الكمال التام في الحياة الآتية.

الصلاة

يوم الرب (45)

  1. س: لماذا الصلاة ضرورية للمسيحيين؟

ج: لأنها الجزء الأهم في الامتنان الذي يطلبه الله منا، ولأن الله يعطي نعمته وروحه القدوس فقط للذين يطلبونه في الصلاة مخلصين ودون انقطاع، وللذين يحمدونه على عطاياه.

  1. س: ما هو مضمون الصلاة المقبولة من الله؟

ج: أولا، ان نصلي إلى الإله الواحد الحق، الذي كشف لنا ذاته في كلمته، ونطلب ما أوصانا ان نسأل منه. ثم، ان تقر باحتياجاتنا وبحالنا الشريرة كي نتواضع في حضرة جلاله. وثالثا، ان نتأكد بأنه بالرغم من عدم جدارتنا فانه يسمع صلاتنا لأجل المسيح ربنا، كما وعد في كلمته.

  1. س: ماذا أوصانا ان نسأل منه؟

ج: كل ما هو ضروري للنفس والجسد، أي ما ضمنّه المسيح الرب في الصلاة التي علمنا إياها.

  1. س: ما هي الصلاة الربانية؟

ج: “أبانا الذي في السماوات، ليتقدس اسمك، ليأتي ملكوتك، لتكن مشيئتك، كما في السماء كذلك على الأرض. خبزنا كفافنا اعطنا اليوم، وأغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن أيضا للمذنبين إلينا، ولا تدخلنا في تجربة ولكن نجنا من الشرير، لأن لك الملك والقوة والمجد إلى الأبد آمين.”

الصلاة الربانية

يوم الرب (46)

  1. س: لماذا أوصانا المسيح ان ندعو الله “أبانا”؟

ج: كي يوقظ فينا في بداية الصلاة خشوع الأطفال وثقتهم بالله، وهي دوافع الصلاة، أي ان الله أصبح أبانا بواسطة المسيح، وأنه إذا كان آباؤنا الأرضيون لا يرفضون لنا طلباتنا الدنيوية فكم بالحري أبونا السماوي الذي نطلب منه بإيمان.

  1. س: لماذا أضيفت عبارة “الذي في السماوات؟”

ج: كي لا يكون لدينا أي تصور أرضي لجلال الله السماوي، وكي نرتجي من قدرته العظيمة كل ما نحتاجه للجسد والنفس.

يوم الرب (47)

  1. س: ما هي الطلبة الأولى؟

ج: “ليتقدس اسمك”، أي، ساعدنا قبل كل شيء ان نعرفك حقا، وان نقدسك ونمجدك ونسبحك في كل أعمالك التي تشرق من خلالها قدرتك العظيمة وحكمتك وصلاحك وبرك ورحمتك وحقك. واضبط حياتنا كلها في الفكر والقول والعمل كي لا يُجدف على اسمك بسببنا بل يكرم ويسبح اسمك على الدوام.

يوم الرب (48)

  1. س: ما هي الطلبة الثانية؟

ج: “ليأتي ملكوتك”، أي قدنا بكلمتك وروحك حتى نخضع أنفسنا أكثر فأكثر لك. أعضد وكّثر كنيستك. حطم أعمال الشيطان وكل قوة تقوم عليك وكل المؤامرات الشريرة المحاكة ضد كلمتك المقدسة إلى ان يأتي ملكوتك كاملا حيث تكون أنت الكل في الكل.

يوم الرب (49)

  1. س: ما هي الوصية الثالثة؟

ج: “لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض”. أي، امنح لنا ولكل البشر ان يتخلوا عن مشيئتهم ويطيعوا مشيئتك- لأنها وحدها الصالحة- دون تذمر حتى يقوم كل واجباته وينفذ دعوته بملء إرادته وبإخلاص كما تفعل الملائكة في السماء.

يوم الرب (50)

  1. س: ما هي الطلبة الرابعة؟

ج: “خبزنا كفافنا اعطنا اليوم”، أي: تعطف وزودنا بكل احتياجاتنا الجسدية حتى نقر بأنك وحدك مصدر كل صلاح، وبأنه من دون بركتك لا نستفيد شيئا من أعمالنا وأتعابنا أو من عطاياك. لذا فاعطنا ان نحسب ثقتنا من كل المخلوقات ونضعها بك وحدك.

يوم الرب (51)

  1. س: ما هي الطلبة الخامسة؟

ج: “وغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن أيضا للمذنبين إلينا”، أي: تحنن من اجل دم المسيح. ولا تحسب علينا نحن الخطاة البائسين كل تعدياتنا والشر الذي لا يزال يلازمنا. ونجد أيضا شهادة نعمتك هذه فينا وهي انه قصدنا المخلص ان نغفر لقريبنا من كل قلبنا.

يوم الرب (52)

127.س: ما هي الطلبة السادسة؟

ج: “ولا تدخلنا في تجربة لكن نجنا من الشرير”، أي بأننا ضعفاء لدرجة أننا لا نستطيع الاعتماد على أنفسنا للحظة واحدة، وبما ان أعدائنا الالّداء من شيطان وعالم خطيتنا يهاجموننا باستمرار، تعطف حافظا ومقويا لنا بواسطة قدرة روحك القدوس كي نثبت في مواجهتهم ولا نُهزم في هذه الحرب الروحية إلى ان ننال النصر الكامل في النهاية.

  1. س: كيف تختم هذه الصلاة؟

ج: “لأن لك الملك والقوة والمجد إلى الأبد”، أي: نسأل كل هذا منك لأنك ملكنا وأنت مريد وقادر ان تعطينا كل خير لأن لك القدرة على كل الأشياء، وان بذلك يتمجد لا اسمنا بل اسمك إلى الأبد.

  1. س: ما معنى كلمة “آمين”؟

ج: “آمين: تعني: ان ذلك سيكون حقا ويقينا. فان صلاتي يستجيب لها الله بتأكيد أكبر من اقتناعي في قلبي بأنني أريد هذه الأمور منه.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى