نصوص مختارة من دانيال اصحاح 1-6
ما أندر الحكماء في عصرنا. فإذا وُجدوا غالبًا ما يكونون في عزلة عن عالمنا المليء بالجهل والقبح. ولكن ما هو أكثر ندرة هو أن تجد حكيمًا مُلمًا بعلوم الدنيا المختلفة، ويصر في مثابرة على الانغماس في العالم ليطوره ويهذبه وينقيه، بل ويفتديه للشهادة لملكوت الله. هذا هو ما ميَّز دانيال هذا الشاب المثالي ذو أسلوب الحياة المهدف. فقد كان دانيال يهوديًا من الشرفاء، مفسرًا للروئ والأحلام، ونبي الصلاة. أعطته معتقداته الهادئة امتياز احترام الآخرين له على المدى الطويل (دانيال 21:1). حياته تعلمنا درسين مهمين: أولًا، لا تنتظر إلى أن تدخل حياتك في أزمة لتتعلم عن الصلاة (دانيال 10:6). ثانيًا، ينبغي دائمًا أن يطاع الله أكثر من الناس (دانيال 17:4).
مفعول الفراشة: يُشار إلى أن أجنحة الفراشة يمكن أن تخلق تغيرات ضئيلة في المناخ، ولكن تراكم هذه التغيرات البسيطة يمكن في النهاية أن يؤدي إلى تغير اتجاه أو سرعة إعصار في مكان أخر. حركة الجناح تمثل تغييرًا بسيطًا في الحالة الأولية لنظام الجو، ولكنها يمكن أن تؤدي إلى سلسلة من التوابع تتسبب في تغيرات كبيرة في الأحداث. فإذا لم تحرك الفراشة جناحها أصلًا فربما كان الشكل النهائي للنظام الجوي مختلفًا تمامًا.
كان لدانيال “مفعول الفراشة” على مملكة بأكملها بسبب أمانته أمام الله. ما هي الأشياء التي تفعلها في حياتك اليومية والتي يمكن أن تؤدي إلى “مفعول الفراشة” لإقامة أبطال الإيمان للمستقبل، أو لإلهام أمة بأكملها أن تنطق كلمات تسبيح لله؟
نظرة عامة على حياة دانيال وكل أبطال الكتاب المقدس سريعًا ما تجعلنا نتساءل “إذا كنت مكانهم عندما دعاهم الرب للعمل معه، هل كنت سأستجيب بنفس الطريقة؟ هل كنت سأكون مستعدًا؟”
من أهم صفات رجال ونساء الله في الكتاب المقدس هي مدى استعدادهم. إذا علينا أن نسأل: “كيف أعدوا أنفسهم؟ وكيف أُعد أنا نفسي؟” يبدو أن كثيرًا منا يوفر نفسه لسباق الجري النهائي، وننسى أنه يجب أن نتدرب على الجري في الوقت الحالي.
وهنا التحدي: فلكل منهم -ومنا أيضاً- قصة مختلفة ورحلة إعداد مختلفة.