التأمل اليومي

معنى التلمذة للمسيح

من نحن؟ الإجابة: نحن أعضاء الكنيسةّ؛ ما هو هدفنا؟ الإجابة: أن نكون تلاميذ للمسيح؛ ومَن هو التلميذ؟

إنَّ المقصود بالتلميذ هنا، ليست صورة الصبي الذي يحمل كتبه ويذهب إلى المدرسة ليتلقى الدروس، إن المقصود هو الشخص الذي يشعر بحاجته أن يتعلم، ويرافق المعلم لكي يتعلم منه.

إنَّ التلمذة أشبه بالتلمذة الصناعية، فالصبي يراقب الأسطى ليتعلم منه كيف يعمل، ويتعلم منه المهنة والفن. وهكذا التلمذة ليست نقل المعلومات لكنها نقل الحياة، إنَّ أفضل وأمهر العمال هم الذين قضوا وقتًا طويلا في التلمذة لمعلم ماهر.

قال المسيح لتلاميذه: “اَلْكلاَمُ الَّذِي أُكَلِّمُكُمْ بِهِ هُوَ رُوحٌ وَحَيَاة ” (يوحنا 6: 63). مشكلتنا أننا ننقل المعلومات ولا ننقل الحياة، لذلك صارت معلوماتنا كثيرة لكن حياتنا فقيرة وهزلية. يتكلم الواعظ وإذا بالناس يُكملون له الآيات، يحفظ الناس الآيات من الألف إلى الياء، يجادلون ويتناقشون ويتنافسون فيمن يعرف أكثر. الكتاب المقدس مدروس إلى أقصى حد، ونريد مزيدًا من درس الكتاب لكن مع الأسف غير مُطبق.

شعر الواعظ أن حياة الأعضاء تفتقر إلى المحبة، فتكلم عن المحبة، مرة، واثنين، وثلاثة، وقال الناس للواعظ غيِّر الموضوع، إنه مكرر، فقال لهم: هل طبقتم ما تكلمت عنه حتى أغيره؟

الحقيقة اننا بالحديث والكلام والوعظ لا نستطيع ان نغير الناس، لكننا في الحياة معا في مجتمع الأسرة، والكنيسة ونشاطتها نتعلم ونتدرب على الحياة معًا، ننقل من بعضنا البعض اسلوب الحياة المسيحية، أما كثرة الكلام فأحيانًا تجعل قلوب الناس تتقسى لأنها تعودت على السماع دون الممارسة.

لكن كيف تتدرب أو كيف تنتقل إلينا الحياة فنكون تلاميذ فعلًا؟

أولًا: يجب أن نتدرب على الخضوع، والخضوع يكون بالممارسة وليس بالكلام. إن عيبنا هو اننا لا نريد أن نخضع … لذلك لا نتدرب.

ثانيًا: لنكون تلاميذ للمسيح يجب أن نُطيع، يقول كاتب الرسالة إلى العبرانيين “أَطِيعُوا مُرْشِدِيكُمْ وَاخْضَعُوا، لأَنَّهُمْ يَسْهَرُونَ لأَجْلِ نُفُوسِكُمْ كَأَنَّهُمْ سَوْفَ يُعْطُونَ حِسَابًا، لِكَيْ يَفْعَلُوا ذَلِكَ بِفَرَحٍ، لاَ آنِّينَ، لأَنَّ هَذَا غَيْرُ نَافِعٍ لَكُمْ (عبرانيين 13: 17).

ثالثًا: لكي نكون تلاميذ للمسيح يجب أن نحمل الصليب. قال المسيح: “من لا يحمل صليبه ويأتي ورائي فلا يقدر أن يكون لي تلميذًا” … إنَّ الصورة الحقيقية التي تنقلها إلينا فكرة حمل الصليب، أنه عندما كان الناس في ذلك الوقت يرون واحدا يمسك بالصليب ويسير، فمعنى ذلك أنه ذاهب إلى الموت.

هل عرفنا من نحن إذًا؟

هل نحن فعلا أعضاء في جسد واحد هو جسد المسيح وهل أسلوب حياتنا يعبر عن هذه الرابطة الحيوية؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى