مَا مَعْنِيٌّ التَّقْدِيس ؟
التَّقْدِيس هُو “التخصيص”. لِكَي يتقدس شَيْءٌ يَعْنِي أَنَّ يُخَصَّصَ لِغَرَض مُعَيَّن. فَقَدْ تَمَّ تَخْصِيص جَبَل سَيْنَاء مِنْ بَيْنِ كُلِّ الْجِبَال لِإِعْطَاء النَّامُوس. وَقَدْ تَمَّ تَخْصِيص الْهَيْكَل فِي أُورْشَلِيم مِنْ بَيْنِ الْمَوَاقِع الْأُخْرَى لِعِبَادِه الإلهُ الوَاحِدُ الْحَقِيقِيّ “وَالآنَ قَدِ اخْتَرْتُ وَقَدَّسْتُ هَذَا الْبَيْتَ لِيَكُونَ اسْمِي فِيهِ إِلَى الأَبَدِ وَتَكُونُ عَيْنَايَ وَقَلْبِي هُنَاكَ كُلَّ الأَيَّامِ” (أخبار الْأَيَّام الثَّانِي 7 : 16)
أَنَّ الْأَشْيَاءَ الَّتِي يَتمُّ تقديسها هِي مُخَصَّصَةٌ لِأَغْرَاض اللَّهِ وَلَا يَجِبُ أَنْ تُسْتَخدَمُ فِي الْمَهَامّ الْعَادِيَّة.
التَّقْدِيس يَعْنِي أَنَّ اللَّهَ يَعْمَلُ فِي حَيَاتِنَا. التَّقْدِيس يَعْنِي أَنَّ كَلِمَةَ اللَّهِ لَهَا تَأْثِيرعَلَيْنَا. فَاَللَّه يطهرنا ويقدسنا “من خِلَال الكلمة” (أفسس 5 : 26 ؛ يوحنا 17 : 17)
اللَّه يَدْعُونَا نَحْن الخطاة أَنْ نَأْتِيَ إلَيْه “كما نحن” وَنَقْبَل رَحْمَتِه وَغُفْرَانِه. وَعِنْدَمَا نَنَال الْخَلَاص يَبْدَأ الرُّوحِ القُدُسِ عَمَلِه الْعَجِيبِ فِي تغييرنا إلَى صُورَةِ الْمَسِيح وَشِبْهِه. فالتقديس يَعْنِي أَنَّ اللَّهَ يُحِبُّنَا مَحَبَّة كَبِيرَةً فَلَا يَدْعُنَا نبقى كَمَا نَحْنُ.
التَّقْدِيس عِنْد غالِبِيَّة النَّاس عَمَلِيَّة بِهَا يُصْبِحُون أَكْثَر فَأَكْثَر مقدسين ومرضيين عِنْدَ اللَّهِ. وَمِنْ ثَمَّ يُصْبِحُ نموهم فِي القداسة ضَرُورَة.وَأَذِن
بِهَذَا الْمَعْنَى يُعْتَبَرُ كُلُّ مُؤْمِنٍ قَد تَقَدَّس أَيِّ فَصْلٍ جانباً أَو أُفرز لِلَّه.
التّقْدِيسُ يَأْتِينَا بِطَرِيقَيْن
أولاً هُو بِعَمَل الْمَسِيح “نحن مقدسون بِتَقْدِيم جَسَد يَسُوع الْمَسِيح مَرَّة واحدة” (عب19 : 10) و “لذلك يَسُوع أيضاً لِكَي يُقدس الشَّعْب بِدَم نَفْسِه تَأَلَّم خَارِج الباب” (عب13 : 12) وَبِذَلِك نُفرز أَو نتقدس لِلَّه تماماً بِمِقْدَارِ مَا نتبرر أمَامِه.
ثانياً بِالرُّوح الْقُدْس، وَفِي رِسَالَةِ تسالونيكي الثانية “أما نَحْن فَيَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَشْكُر اللَّهُ كُلَّ حِينٍ لأجلكم أَيُّهَا الْإِخْوَة المحبوبون مِنْ الرُّبِّ إنَّ اللَّهَ اختاركم مِن الْبَدْء لِلْخَلَاص بتقديس الرُّوح (القدس) وَتَصْدِيق الحق” وَبِهَذَا يَتَمَيَّز الْمُؤْمِن كَمَمْلُوك مُخَصِّصٌ لِلَّهِ أَنَّهُ تَقَدَّس كمفترز لِلَّه.
المراجع
بماذا يفكر الإنجيليون- أساسيات الإيمان المسيحي- وارين جرودم ج2.
أسس الإيمان – ديريك برنس.