قضية للبحث

ما معنى التبني؟

مَا مَعْنِيٌّ التَّبَنِّي ؟

التَّبَنِّي هُو إجْرَاء إِلَهِي يُعْطِينَا اللَّهُ مِنْ خِلَالِهِ الْحَقِّ فِي أَنَّ نُصْبِحَ أَعْضَاء فِي عائِلَتِه، وَهُوَ فِعْلٌ نِعْمَةَ اللَّهِ المجانية.

“إذ سَبَق فعيّننا للتّبنّي بيسوع الْمَسِيح لِنَفْسِه، حَسَب مسرّة مشيئته” (أفسس 1 : 5)

“التّبنّي”هُو شكلٍ مُدْهِش للمحبّة الّتي أحبّنا بِنَا اللَّه. فَنَحْن نُدْرِك مَعْنَى أَنَّ يَكُون الْإِنْسَانُ يتيمًا فِي هَذَا الْعَالِمُ يَفْتَقِرُ إلَى مَنْ يهتمّ بمصاريفه واحتياجاته الجسديّة وَحَالَتِه الصّحيّة. لَكِن مَاذَا عَنِ الْيَتَامَى الرّوحيّين؟ هَلْ مِنْ يهتمٌّ بحياتهم وبحلّ مشكلتهم مَع الخطيّة؟

فَاللهُ هُوَ الَّذِي يُدْرِكُ مَدَى عَجَزْنَا عَنْ الِاهْتِمَامِ وَالِاعْتِنَاء بِأَنْفُسِنَا روحيًّا، أَتَى إلَيْنَا، وضمّنا بمحبّته وَرَحْمَتِه الغنيّتين إلَى عائِلَتِه مِنْ خِلَالِ يَسُوع الْمَسِيح.

يُعلن لَنَا الكتابُ المقدّس اللَّه بِوَصْفِه أباً محبّاً وحنوناً يُشْفَق عَلَى البشريّة الْهَالِكَة ويهتمّ بمصيرها الأبديّ. يوحنّا 3 : 16 “لأنّه هَكَذَا أحبّ اللَّهُ الْعَالِمَ حتّى بَذْل ابْنِه الْوَحِيد، لِكَيْ لاَ يُهْلِكَ كلّ مَن يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأبديّة.”

يحوّلنا ابتعادنا عَن يَسُوع الْمَسِيحِ إلَى يَتَامَى روحيّين غُرَبَاء عَنْ الْأَبِ السّماوي. لكنّ اللَّه يبيّن مَحَبَّتِه لَنَا ويجعلنا، عِنْدَمَا نلجأ إلَيْه أولادًا وَوَرِثَه لكلّ مَا يَمْلِكُهُ. “وأمّا كلّ الّذين قَبِلُوه فَأَعْطَاهُم سلطانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلَاد اللَّه، أَيْ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِه  الّذين وُلدوا لَيْسَ مِنْ دمٍ، وَلَا مِنْ مَشِيئَةِ جسدٍ، وَلَا مِنْ مَشِيئَةِ رجلٍ، بَلْ مِنْ الله.”

جميعُنا خَلِيقَة اللَّه، لكنّه يتبنّانا فِي عائِلَتِه بمجرّد أَن نَقبل الْمَسِيحِ فِي حَيَاتِنَا ونسلّمه خَطَايَانَا وَنَتُوب عَنْهَا. لَسْنَا بَعْد يَتَامَى وإنّما أَبْنَاء وَوَرِثَه مَع الْمَسِيح. يَا لَهَا مِنْ حَقِيقَةِ مجيدة.

صِرْنَا أَبْنَاءُ اللَّهِ بِالإِيمَانِ واستقبلنا الرُّوحِ القُدُسِ. وبالانقياد بِالرُّوح الْقُدْس نَكُون أَبْنَاءُ اللَّهِ بِالْإِعْلَان. أَوْ بِمَعْنَى آخَر، فَإِنْ كُنَّا حقاً أَبْنَاءُ اللَّهِ، لاَبُدَّ أَنْ يَظْهَرَ هَذَا فِي الطَّرِيقَةِ الَّتِي نَسْلُك بِهَا. حَيْثُ إنَّ أَبْنَاءَ اللَّهِ الحقيقيون هُمْ الَّذِينَ يَنْقَادُون بِرُوح اللَّه، فَتُوجَد هُنَا الْعَلَاقَة الْمَوْرُوثَة بَيْنَ الْإِيمَانِ وَمُمَارَسَة الْإِيمَانِ وَهُوَ الشَّيْءُ الَّذِي يُوجَدُ أيضاً فِي جَمِيعِ كَتَب الْعَهْد الْجَدِيد. فَالْإِيمَان الْحَقِيقِيّ دائماً مَا يَظْهَرُ فِي ممارسته، بِالثَّمَرِ الَّذِي يُعْطِيه.


المراجع

بماذا يفكر الإنجيليون- أساسيات الإيمان المسيحي- واين جرودم ج2.

إيماني – قضايا المسيحية الكبرى- إلياس مقار.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى