قضاة 6 و7
بعد حياة وموت يشوع، جاءت عدة قرون متقلبة في تاريخ شعب الرب عُرفت باسم “فترة القضاة”. كانت دورية في شكلها وطبيعتها، إذ كان الله يقيم حكامًا على إسرائيل وبيدهم يخلص الله شعبه من عبادة آلهة أخرى ويريحهم من أعدائهم. ولكن بعد موت هؤلاء القادة سرعان ما ينسى الشعب كل ما صنعه الله معهم ولهم، ويبتعدون عنه ويعبدون آلهة هذه الشعوب. فيحمى غضب الرب ويجعلهم فريسة لأعدائهم، فينهبون مواردهم ويقسون عليهم، ثم يرجع شعب الله ثانية ويصرخ إلى الله وتبدأ الدورة من جديد!
في وسط هذه القرينة والظروف يأتي الله إلى جدعون، الذي يفتكر عن نفسه أنه الأصغر في بيت أبيه، وعشيرته هي الذلى في منسي (قضاة 15:6). نقابل جدعون لأول مرة وهو مختبئ من أعدائه في معصرة عنب يخبط حنطة (قضاة 11:6). ولكن الله يأخذ هذا الرجل ويحوله من جبان لجبار بأس في رحلة خضوعه لمشيئة الله. جدعون شك في قدرة ووعد الله أن يصنع منه جبار بأس، ولكنه بحذر هدم مذبح البعل الذي بناه أبوه، ومن خلال العلامات التي قد طلبها جدعون من الرب، اقتنع جدعون وصدق مواعيد الرب في النهاية. وكانت هذه بداية هزيمته لكل اعدائه، ليس من خلال قوته وخططه الاستراتيجية، ولكن بذراع الرب القديرة وخطته القوية.
من أروع صفات الله أنه عندما ينظر إلينا لا يرانا كما نحن ولكن يرانا بحسب ما سوف نكون عليه إذا خضعنا لمشيئته. هذه هي قصة جدعون عندما خضع لمشيئة الله فاختبر قدرة الله في تحويله من الأصغر والأضعف إلى جبار بأس معروف بلقب “قاضي زمانه”. قارن منظورك للأمور بمنظور الله. الطريقة التي رأى بها الله جدعون على أنه جبار بأس وناضج ومستعد للقتال مماثلة للطريقة التي يراك بها الله كإنسان ناضج في المسيح مستعد أن تتبع يسوع بشجاعة معطاة لك من الله نفسه.
اقض بعض الوقت الآن تخيل فيه مسارًا لتحولك الشخصي من مكانك الآن إلى المكان الذي يراك فيه الله من خلال منظوره. كن صريحًا في الاعتراف بشكوكك. اذكر بأمانة تفاصيل مكانك على ما هو عليه الأن (معصرة العنب)، وكذلك الخطوات الانتقالية التي يمكن أن تحدث في حياتك من حيث الصلاة والأفعال، والتي من خلالها يُعلن الله عن شخصه بالأدلة لك ولكل من هم حولك.