“وَبَاكِرًا جِدًّا فِي أَوَّلِ الأُسْبُوعِ أَتَيْنَ إِلَى الْقَبْرِ إِذْ طَلَعَتِ الشَّمْسُ.” (مر16: 2)
تأملت مليًا قول مرقس البشير وهو يروى قصة ذهاب النساء إلى القبر… فهو يقول: “باكرًا جدًا”، ولوقا يقول: “في أول الأسبوع أول الفجر”، ويوحنا يقول: “جاءت مريم المجدلية إلى القبر باكرًا والظلام باق”.
الجميع يهتمون بوصف الساعة انها كانت مبكرة … يا ترى ما دلالة هذا؟
ربما ندرك الدلالة عندما نعود قليلا إلى وقت الصليب … كان ذلك يوم الجمعة … وكان يليه السبت … وكانت الشريعة اليهودية تحرم على الناس ان يعملوا شيئًا يوم السبت … ونستطيع ان نتخيل حالة المريمات في ذلك اليوم … لقد أردن أن يقدمن شيئًا دليل حبهن ليسوع … فاشترين حنوطًا وأطيابًا ليدهن جسد يسوع … وفي أول لحظات اليوم الجديد أتين إلى القبر للقيام بهذه المهمة …
لم يكن سهلًا عليهن الانتظار … لذلك ذهبن باكرًا جدًا … وهناك اكتشفن الحقيقة الرائعة المذهلة … لقد قام يسوع من الأموات …
إن كل إنسان يتلهف إلى بركة معينة ويبكر إليها، وينشغل بها، لابد من أن ينالها …. بل ينال أكثر جدًا مما يطلب أو يفتكر … لقد أردن جسد يسوع … فإذا بهن يلاقين يسوع المقام …
لقد تخلف التلاميذ، فحرموا من إشراق هذه الساعة … وحظت بها المريمات
إن الساعة المشرقة ساعة مبكرة … لكننا نحن الذين نتأخر عن أن نلحق بها … إن الله لا ينتظر كثيرًا ليضيء علينا بنور وجهه، فقد قال: “أنا الرب في وقته أُسرع به” … إنه لا يريدنا أن ننتظر كثيرًا … لكننا نحن الذين نؤجل ونؤخر بركتنا وسعادتنا …
إن ساعة الانتظار بسنة، وساعة القلق دهر كامل … ولقد أراح الله المريمات من أدهار من القلق، لأنهن اتين إلى القبر مبكرًا … لقد كن آخر من كان عند الصليب، ونلن شرف أول من عرف بنبأ قيامة المسيح…
إن الساعة المشرقة ساعة مبكرة … فالحق بها قبل أن تتأخر … لماذا تضيع عمرك في الظلام؟