قسوس وقادة

الدكتور القس فايز فارس

الدكتور القس فايز فارس

* نشأته ودراسته:

  ولد الدكتور القس. فايز فارس بمدينة ملوي جنوب المنيا في الرابع والعشرين من شهر مارس، مِن عام ألفٍ وتسعمائةٍ وتسعةٍ وعشرين. كان مُحبًا للتعليّم، مُتفَوِّقًا به؛ فحَصَدَ المركز الأول في القسم الأدبيّ مِن شهادة البكالوريا (تتمّة التعليّم الثانويّ) عام ألفٍ وتسعمائةٍ وخمسةٍ وأربعين. كان والده يَحلم أن يُصبح ابنه مُحاميًّا لامِعًا، ذائع الصيت، لكنَّ الابن كان يحلُمُ  -على غير ما أراد والده- أن يُصبح خادمًا للرّبِّ؛ فلما مَزَّق والده طلب الالتحاق بمدرسة اللّاهوت الإنجيليّة، وأرسله عنوة للجامعة بالقاهرة، كان أنْ تعرض الابن لحادثٍ، فلما عاد وشُفيّ، ولمسَ الأبُ تصميمهُ، أن ْتراجع عن موقفه ووافق؛ ليلتحق بعدها بمدرسة اللّاهوت الإنجيليّة بالعباسيّة، فيتخرَّج فيها في شهر مايو من العام ألفٍ وتسعمائةٍ وثمانيةٍ وأربعين.

  حَصَلَ بعدها على بكالوريوسِ العلومِ الاجتماعيّةِ، مع مرتبةِ الشَرَفِ، من الجامعةِ الأمريكيّةِ بالقاهرةِ عام ألفٍ وتسعمائةٍ وخمسين، ثم ماچستير العلوم اللّاهوتيّة مُتخصصًا في الارشاد وعلم النفس، من جامعة برنستون بأميريكا، عام ألفٍ وتسعمائةٍ وأثنين وخمسين، ثُم الدكتوراة في الفلسفة من جامعة سان فرانسيسكو، عام ألفٍ وتسعمائةٍ وثمانين؛ ليكون بذلك أول قِسٍّ مِصريٍّ إنجيليٍّ يَدرُسُ دِراسةٍ جامعيّةٍ.

  تزوج من السّيّدة/ إيفون، وله ابنة واحدة هي السّيّدة الدكتورة/ وفاء فايز فارس، وشيرلي هي حفيدته الوحيدة.

* خدمته بِمِصرَ:

  مابين عاميّ ألفٍ وتسعمائةٍ وسبعةٍ وأربعين، و ألفٍ وتسعمائةٍ وثمانية وأربعين، وأثناء دراسته في كليّة اللّاهوت، خَدَم د.ق فايز فارس في كنيسة الأزبكيّة بالقاهرة، وبعد تخرجه، سيم قسيسًا للقناطر الخيريّة، وقليوب، في العشرين من فبراير، عام ألفٍ وتسعمائةٍ وخمسين. دَرَّسَ الفلسفة، والارشاد النفسيّ، والروحيّ للطُلاب بكليّة اللّاهوت الإنجيليّة بأسيوط ما بين عام ألفٍ وتسعمائةٍ وأثنين وخمسين، وعام ألفٍ وتسعمائةٍ ستةٍ وخمسين.

  نُصِّبَ عام ألفٍ وتسعمائةٍ وستةٍ وخمسين، راعيًا للكنيسة الإنجيليّة الثانيّة بالمنيا، بعد حادثة طريفة، فقد كانت وقتها الكنيسة تنقسم لمجموعتين تُرشِحُ كل منهما اسمًا ليكون راعيًا لها، لم يكُن من بينهما القس. فايز فارس!، فلما إرتأت اللجنة المُشرفة حينها، حِفظًا لسلامة وحدة الكنيسة أن تتنازل كلا المجموعتيّن عن مُرشحيهّما، وقع الاختيار على القس. فايز فارس ليُصبح راعيًا للكنيسة!

  تولى إدارة تحرير مجلة أجنحة النسور منذ تأسيسها عام ألفٍ وتسعمائةٍ وخمسين، وترأس بعدها سنودس النيل الإنجيليّ مابين عاميّ ألفٍ وتسعمائةٍ وسبعين، و ألفٍ وتسعمائةٍ وثمانيّةٍ وسبعين؛ ثُمَ رئاسة مجلس كليّة اللّاهوت الإنجيليّة عام ألفٍ وتسعمائةٍ وثمانين‘ وفي عام ألفٍ وتسعمائةٍ وواحدٍ وثمانين،أصبح نائبًا لرئيس الطائفة الإنجيليّة بالمنيا.

* خدمته دوليًّا:

  أختير د.ق. فايز فارس عضوًا باللجنة الاستشاريّة الدوليّة للعلاقات بين الكنائس، مُمثلًا عن الشرق العَربيّ، في الفترة مابين عام ألفٍ وتسعمائةٍ وتسعةٍ وخمسين، وعام ألفٍ وتسعمائةٍ وواحدٍ وستين. كما أختير عضوًا باللجنة المركزيّة لمجمع كنائس الشرق الأدنى، مابين عام ألفٍ وتسعمائةٍ وخمسة وستين، و ألفٍ وتسعمائةٍ وسبعين؛ ثُمَ رئيسًا له مابين عام ألفٍ وتسعمائةٍ وسبعين، وعام ألفٍ وتسعمائةٍ وأربعةٍ وسبعين.

  كان له دورًا بارزًا في تكوين مجلس كنائس الشرق الأوسط عام ألفٍ وتسعمائةٍ وأربعةٍ وسبعين، وانتُخب عضوًا باللجنة التنفيذيّة للمجلس منذ تأسيسها عام ألفٍ وتسعمائةٍ وخمسةٍ وثمانين، وأختير عضوًا باللجنة التنفيذيّة لمجلس الكنائس الإنجيليّة بالشرق الأوسط، عام ألفٍ وتسعمائةٍ وسبعة وسبعين.

* كُتبه ومؤلفاته:

  كان الراحل واسع الثقافة، غزير الانتاج، فأثرى المكتبة المسيحيّة بالعديد من المؤلفات التي تنوعت في فروعها مابين العلوم اللّاهوتيّة، والعقيدة المسيحيّة، والارشاد الروحيّ والنفسيّ، والاخلاق، والتفسير وغيرها.

1) مؤلفاته في العلوم اللّاهوتيّة:

مجيء المسيح (1969م)، إيماني الإنجيليّ –بالاشتراك مع آخرين- (1969-1979م)، حقائق أساسيّة في الإيمان المسيحيّ (1984م)، الله المُحب والإنسان المُتألم (1993م).

2) مؤلفاته في الاخلاق والارشاد النفسيّ:

المسيحيّة والصِحة النفسيّة (1967-1980م)، المسيحيّ ومُشكلات الحياة المُعاصرة (1965-1978م)، مَدخل أساسيّ لفلسفة أصليّة، للأخلاق المسيحيّة للمصريين (أطروحة لنيل درجة الدكتوراة)، علم الأخلاق المسيحيّة (1987-1992م).

3) مؤلفاته في التفسير والعبادة:

نشيدُ المحبَّةِ (1971م)، في رفقة المسيح (1980م)، تفسير الإنجيل بحسب البشير متى مُترجم عن وليم باركلي، الاقتراب إلى الله (1986م)، إلهي ما أعظمك (1986م)، أعطني حُريَّتي (1992م)، أحاديث الرحيل (1993م)، العبادة (2003م)، صحوة النفس في اختبار الله (2008م).

4) مؤلفات أخرى:

أضواء على الإصلاح الإنجيليّ (1984م)، زوجة بيلاطس (مسرحيّة 1964م)، النظام الماليّ ومرتبات القسوس في الكنيسة الإنجيليّة بمصر (1965م)، مفهوم جديد للخدمة الدينيّة (1975م)، الصوم (1975م)، القديس مرقس والكنيسة التي أسسها في مصر (1979م)، الزواج والطلاق في المسيحيّة (1984م)، نحو فجر جديد (ترجمة بالاشتراك مع القس. منيس عبد النور)، دعوة إلى التغيير (1990م)، حرب الخليج ونهاية العالم (1991م)، الماضي ينهار فأين الأمل الجديد! (2004م)، الراعي والكنيسة (2004م)، ينابيع السعادة (1988م).

إلى جانب العشرات مِن المقالات بمجلتيّ الهُدى وأجنحة النسور، والأبحاث اللّاهوتيّة، والدراسات الكتابيّة التي قدمها في محافلٍ محليّة، ودوليّة.

* رحيله عن عالمنا:

  بعد صِراعٍ طويلٍ مع المَرضِ، رَحَلَ عن عالمنا الفاضل الدكتور القس. فايز فارس، في الرابع والعشرين من أكتوبر، عام ألفانٍ واثني عشر، بعد رحلةِ حياةٍ مُثمرةٍ، قَدَمَ فيها الكثير والكثير، لمجد الرّبّ، وخدمة الكنيسة، والطائفة الإنجيليّة بِمِصر؛ تاركًا لنا -إلى أن نلقاه في المجد- مثالًا يُحتذى، وخطواتًا تُقتَفى. 

كتبها: القس رجائي محي

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى