قضايا كنسية

التوبة والإيمان

التوبة والإيمان

كثيرًا ما يذكر العهد الجديد التوبة والإيمان مقترنين، فحين تقابل بولس مع شيوخ كنيسة أفسس، أوجز الرسالة التي كان يكرز بها على هذا النحو: ” شَاهِدًا لِلْيَهُودِ وَالْيُونَانِيِّينَ بِالتَّوْبَةِ إِلَى اللهِ وَالإِيمَانِ الَّذِي بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ.” (اع 20: 21).

فإن يسوع يوصي بهذا ” توبوا وآمنوا بالإنجيل” (مر1: 15).

ماهى التوبة: هي ببساطة التحول عن خطايانا. أن تتوب هو أن تٌقربأنك خاطىء وأن تترك خطيتك.

وايضًا التوبة هي التجاوب الأول الذي يطلبه الله من أى خاطىء يرغب في أن يخلص.

فالتوبة هي قبول الإنسان الحكم الذي سقط تحته، بمعنى هل يقبل الإنسان حكم الله؟ هل يثق في الله ؟ هل يدرك ويقر بحالته ويعترف أنه ساقط وهالك؟

والإيمان، من الجهة الأخرى، هو قبول الإنسان للرحمة التي تُقدم له، وهو في هذه الحالة.

فإلى جانب التوبة يوجد الإيمان. أولاً، لابد أن تؤمن بصحة رسالة الإنجيل، إن الإيمان الذي يأمر به يسوع ليس مجرد القبول العقلي، بل هو تصديق الخبر السار عن الخلاص والثقة به بالكامل. لابد أن نقبل كوننا عاجزين عن إرضاء مطالب الله منا بغض النظر عن سلوكنا الأخلاقي، فلابد أن نرتمي على الله تمامًا ونثق بالمسيح وحده لاجل خلاصنا.

أن تسمع الإنجيل حقًا هو أن يهتز كيانك بالكامل من الداخل به، أن تسمع الإنجيل حقًا هو أن تتغير.

فالديانة الحقيقية لا تتطلب إيمانًا فحسب بل توبة ايضًا وتغييرًا فعليًا لحياتنا. فالتوبة والإيمان وجهان لعملة واحدة.

إن التوبة التي يدعو يسوع إليها هنا مرتبطة بالتأكيد بالإيمان بهذا الخبر، لأنه إن كان هذا الخبر رسالة جديدة، فإن تغييرك لذهنك حين تسمعها ليس بالأمر المستغرب. إذ يتغير ذهنك تتغير حياتك ايضًا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى