قضايا كنسية

التلمذة والنمو

التلمذة والنمو

في أول سفر في الكتاب المقدس، كانت وصية الله لمخلوقات الأرض والبحر أن يتكاثروا” “وَبَارَكَهَا اللهُ قَائِلًا: «أَثْمِرِي وَاكْثُرِي وَامْلإِي الْمِيَاهَ فِي الْبِحَارِ. وَلْيَكْثُرِ الطَّيْرُ عَلَى الأَرْضِ”. ( تك 1: 22).

ثم نجد الله في (تك 1: 28) يعطي الوصية لأدم وحواء ” وَبَارَكَهُمُ اللهُ وَقَالَ لَهُمْ: «أَثْمِرُوا وَاكْثُرُوا وَامْلأُوا الأَرْضَ، وَأَخْضِعُوهَا، وَتَسَلَّطُوا عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى كُلِّ حَيَوَانٍ يَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ”.

وبعد الطوفان، أوصي الله نوح وبنيه “بَارَكَ اللهُ نُوحًا وَبَنِيهِ وَقَالَ لَهُمْ: «أَثْمِرُوا وَاكْثُرُوا وَامْلأُوا الأَرْضَ”.(تك9: 1)

وحين نزل بنو اسرائيل إلى مصر واستعبدوا هناك، تضاعفوا وازدادوا في العدد وكانت هذه علامة على بركة الله لهم.

ومن الأمور التي يعلمنا عنها الكتاب المقدس عن النمو، هو أن ملكوت السموات سوف ينمو، تكلم الرب يسوع عن مملكته وكيف إنها ستنمو من كونها أصغر جميع البذور إلى أكبر نبتة في الحديقة.

فنمو ملكوت الله يأتى من الله نفسه ولا يعتمد علينا في الاساس، فالله نفسه ملتزم بأن يضمن نمو كنيسته( مر4: 27) ” وَيَنَامُ وَيَقُومُ لَيْلًا وَنَهَارًا، وَالْبِذَارُ يَطْلُعُ وَيَنْمُو، وَهُوَ لاَ يَعْلَمُ كَيْفَ”.

أن النمو الروحي هو مفهوم كتابي تمامًا ، فنحن ننمو حين نفهم أكثر حقيقية الله وحقيقة أنفسنا، وننمو حين نفهم اكثر رعايته وشخصيته. وننمو حين نقرأ السجل الكتابي لاختيار الله لأناس ثم العمل معهم خلال ظروف صعبة للغاية. نحن نتشجع حين نرى الصورة الكبيرة، والخطة والمغزى.

ونبدأ في النمو في معرفتنا به، ونبدأ في الثقة فيه أكثر. فتنمو ثقتنا جزئيًا من خلال الصعوبات التي يسمح الله لنا أن نجتاز فيها. فهو بصورة مثالية أعلن لنا أنه جدير بثقتنا بغض النظر عما يضعه في طريقنا.

فيما ندرك أكثر فأكثر عمق احتياجنا، نتدرب على الاتكال على المسيح ويكون لدينا فهم أعمق لحالتنا كبشر. فنحن ندرك شيئًا عن قدراتنا الهائلة كحاملين لصورة الله، وكيف أن هذه القدرات يمكن أن تنحرف بشدة بعيدًا عن الحق إن لم نستخدمها بالخضوع لله. وحين نبدأ نفهم المزيد عن  طبيعة ضعفنا وعصياننا الآثم، فالبرغم من غرابة الأمر إلا أننا سنبدأ في أن نفهم المزيد عن محبة الله.

حين تدرك حالتك الروحية ومدى اعتمادك على الله من اجل حياتك المسيحية، فأنت تصبح ممتنًا ومتأصل شاكرًا لله من أجل رحمته لك. ويصبح رجاؤك راسخًا  أكثر، إذ تدرك أن رجاؤك مبنيًا على أمانة الله وليس على أمانتك انت.

أن ننمو كمؤمنين هو أمر مهم جدا، هذه هي الطريقة التي نشهد بها لله. فالنمو يعني ببساطة هو أن تكون قادرًا على الاستمرار في الاتجاه الصحيح كمؤمن، مهما كانت الظروف المعاكسة. ان كنا نريد أن ننمو كمؤمنين أفرادًا وكنيسة، فلابد أن نخضع لكلمة الله، لابد أن نصلي ليزرع الروح القدس حقول قلوبنا وينقيها من الزوان، فالنمو الروحي هو مؤشر على الحياة، فالكائنات التي هي بالحقيقة حية، تنمو.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى