تقودنا المبادئ الكتابية الخمسة التي تأملنا فيها قبلاً إلى بعض الحقائق الهامة. اصطحبك معي عزيزي القارئ اليوم ومرة أخرى قادمة فـي رحلة تأمل وتفكير فـي هذه الحقائق.
(١) بعد قبولك الرب يسوع مخلصًا شخصيًا لحياتك أنت مدعو للانتماء لكنيسة محلية وليس فقط مجرد الحضور.
عندما يولد طفل فإنه يصبح على الفور جزءًا من العائلة الكونية للبشر، لكنه يحتاج أيضًا أن يكون عضوًا فـي عائلة محددة يتلقى فيها العناية والغذاء كي ينمو فـي بيئة صحية وبطريقة صحية والأمر نفسه ينطبق روحيًا فلقد شكلنا الله بصورة تحقق مقاصده لحياتنا من خلال الانتماء لعائلة الكنيسة الروحية. والكتاب المقدس يصف الكنيسة بأنها جسد وليست مجرد مبنى أو مؤسسة. ونحن نعلم أنه فـي الجسد البشري إذا انفصل عضو فيه بطريقة أو أخرى عن باقي الجسد فإنه سيجف ويموت بكل تأكيد. وبنفس القياس علينا أن ندرك أن فقدان ارتباطنا بالكنيسة هو بداية طريق الذبول والموت الروحي. فنحن بدون الانتماء لكنيسة محلية بمثابة عضو بدون جسد، خراف خارج القطيع، أطفال بلا عائلة وكل ما سبق ليس هو الحالة الطبيعية.
(٢) نحن فـي احتياج حقيقي لعائلة الكنيسة، فهي تخرجنا من التمركز حول الذات ففيها نتعلم المشاركة والاهتمام بالآخرين من حولنا حيث نجد فرصة لممارسة المحبة المتعاطفة غير الأنانية، وهي المكان الذي أعده الله لأجلك لتكتشف مواهبك وتنميها وتستخدمها، ولعله من الملفت أن أغلب أحاديث الرسول بولس فـي رسائله عن المواهب كان دائمًا مرتبطًا بحديثه عن الكنيسة.
فـي الختام.. ادعوك للقراءة والتأمل فـي كلمات الرسول يوحنا وهو يخاطب شعب الكنائس التي أرسل إليها رسالته الأولى (١يوحنا ٣: ١١- ١٨) وهي بالتأكيد تخاطبك وأنت فـي كنيستك.