ما معنى مخافة الله ؟
مخافة الرب لا تعنى الخوف والرعب من الله؛ مخافة الرب تعني إحترام ومهابة الله في السر والعلن، والابتعاد عن الشر الذي يحزن قلبه، في (ايوب 1: 1) قيل عنه " رجل كامل ومستقيم، يتقي الله ويحيد عن الشر
و مخافة الله تعني أيضًا إكرام الرب ومحبته كما أوصى الرب شعبه: «تتقي الرب إلهك لتسلك في كل طرقه وتحبه، وتعبد الرب إلهك من كل قلبك وكل نفسك» تثنية10: 12
فمخافة المؤمن لله تعني مهابة الله، أما مخافة الله لغير المؤمن هي الخوف من العقاب والموت الأبدي و الإنفصال الأبدي عن الله.
ام 7:1 "مَخَافَةُ الرَّبِّ رَأْسُ الْمَعْرِفَةِ. أَمَّا الْجَاهِلُونَ فَيَحْتَقِرُونَ الْحِكْمَةَ وَالأَدَبَ".
يمتلك المسيحي الحكمة الحقيقية حينما يدرك من هو الله ويحترمه ويقدّره. الحكمة الحقيقية تأتي فقط من فهم صفات الله وأنه قدوس وعادل وصالح. إذا لم تؤدِ المعرفة إلى تسليم الحياة ليسوع المسيح، تكون قد أخطأت هدفها .
مهما حاول الإنسان من ذاته، فلا يمكنه أن يكرم الرب ويتقيه إذ يقول الكتاب: «فإني أعلم أنه ليس ساكنٌ فيَّ؛ أي في جسدي، شيء صالح» (رومية7: 18).
ولكى نستطيع أن نحيا في مخافة الله لابد أن نعتمد على مصادر وإمكانيات إلهيه :
إمكانيات الله هي التي تعمل فينا " قدرته الإلهية " «كما أن قدرته الإلهية قد وهبت لنا كل ما هو للحياة والتقوى بمعرفة الذي دعانا بالمجد والفضيلة» (2بطرس1: 3)
ولكى نستطيع أن نكون شركاء الطبيعة الألهية ( 2بط 1: 4 )
والوجود الدائم في حضرة الله ( مز34: 11)
ما هو الطريق للسلوك في مخافة الله :
- الابتعاد عن الشر و شبه الشر : قال يوسف وهو يهرب من خطية الزنا: «كيف أصنع هذا الشر العظيم وأخطئ إلى الله؟» (تكوين39: 9)، و دانيآل إنه «جعل في قلبه أنه لا يتنجس بأطايب الملك» (دانيآل1: 8).
وبالمقارنة مع أولاد عالي، رغم وجودهم في الخدمة، للأسف لم يكن لديهم مخافة الرب: كانوا «بني بليعال لم يعرفوا الرب»؛ ففعلوا النجاسة في باب خيمة الاجتماع، فأماتهم الرب (1صموئيل2).
2- طاعة الرب وتنفيذ تعاليمه: أطاع إبراهيم صوت الرب وقدَّم ابنه على المذبح فقال له الرب: «الآن علمتُ أنك خائف الله فلم تمسك ابنك وحيدك عني» (تكوين22: 12).
3- علاقاتنا مع بعض: رفض يوسف أن يؤذي إخوته رغم أذيتهم له ورغم أنه أصبح المتحكم في بلاد مصر قائلاً لهم: «افعلوا هذا واحيوا. أنا خائف الله» (تكوين42: 18).
يقول داود في مزمور31: 19: «ما أعظم جودك الذي ذخرته لخائفيك وفعلته للمتكلين عليك تجاه بني البشر». ويشجِّع الرسول بولس ابنه تيموثاوس على حياة التقوى؛ أي مخافة الرب، إذ لها مكافآت في الزمان هنا وفي الأبدية هناك: «ولكن التقوى نافعة لكل شيء إذ لها موعد الحياة الحاضرة والعتيدة» (1تيموثاوس4: 8).