التأمل اليومي

الألم الصامت وإحسان الرب والوفاء بالنذر

1 صموئيل 1:1-26:2

هوية المرأة في الشرق الأوسط حتى يومنا هذا مرتبطة ومُعرّفة بأولادها. فعندما تلد طفلًا يتم تبديل اسمها باسمٍ جديد، وتُعرَّف بكونها أم هذا الوليد. بالتالي فعند ولادة صموئيل لم تعد حنة بعد حنة بل صارت “أم صموئيل”. في هذه القرينة، كانت حنة قبل ميلاد صموئيل امرأة متزوجة ولكن إنسانة بلا هوية أو قيمة. وما زاد الأمور سوءً هو وجود ضرتها فننة، والتي كانت معروفة بأنها “أم لكثيرين”. وإذا كان ألم حنة بسبب عدم قدرتها على الإنجاب ليس كافيًا، فقد افتقرت طبيعة فننة لأي أحشاء رأفة أو حساسية نحو حنة. عام بعد عام، لم تتوقف فننه عن إغاظة وجرح مشاعر وإهانة حنه حتى بكت حنة ورفضت أن تأكل (عدد 6 و7).

“وَهِيَ مُرَّةُ النَّفْسِ. فَصَلَّتْ إِلَى الرَّبِّ، وَبَكَتْ بُكَاءً” (1 صموئيل 10:1). هل اختبرت هذه المشاعر يومًا ما حيث جازت نفسك في ألم ومرارة حتى أن محبة ووفاء الأخرين لم يكن كافيًا لمواساتك؟ ماذا فعلت آنذاك؟

“وَالرَّبُّ ذَكَرَهَا” (1 صموئيل 19:1). “افْتَقَدَ الرَّبُّ حَنَّةَ” (1 صموئيل 21:2).

في أي جزء في حياتك تتطلع للرب أن “يتذكرك” و “يفتقدك”؟ هل في حياتك أردت شيئًا بدرجة شديدة حتى إنك نذرت نذرًا لله إذا تحقق؟ هل أوفيت النذر؟ نذر حنة وُلد وسط الألم الصامت ليوضح مدى رغبتها وعزمها على إرضاء الرب، والله بَّين سعادته بمحبتها العملية المضحية باستجابته لصلاتها وإعطائها ابنًا. قصة حنة هي قصة الألم الصامت والرجاء الصامد في الصلاة. هي التجربة بالنار في فرن الفخاري. بطرس الرسول وصفها بهذه العبارة: “لِكَيْ تَكُونَ تَزْكِيَةُ إيمانكُمْ، وَهِيَ أَثْمَنُ مِنَ الذَّهَبِ الْفَانِي، مَعَ أَنَّهُ يُمْتَحَنُ بِالنَّارِ، تُوجَدُ لِلْمَدْحِ وَالْكَرَامَةِ وَالْمَجْدِ عِنْدَ اسْتِعْلاَنِ يَسُوعَ الْمَسِيح” (1 بطرس 7:1).

تأمل في صلاة حنة: ما صفات الله التي مدحتها حنة في ترنيمتها؟ (1 صموئيل 1:2-10). ما هي بعض الكلمات أو الصور التي تجذبك؟ عبر عنهما في كلماتك.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى